responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 97
ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائق لم يهتم؛ إذ ليس مواخذا بذلك؛ فهو غير مؤثر في ما يطلب.
ورأيته إن قصد بالأذى سر، وإن نكبته نكبة سر، وإن تعب فيما سلك فيه سر؛ فهو في سرور أبدا، وغيره بخلاف ذلك أبدا؛ فاعلم أنه مطلوب واحد، وهو طرد الهم، وليس إليه إلا طريق واحد، وهو العمل لله ـ تعالى ـ.
فما عدا هذا فسخف وضلال"[1].
53ـ الحذر من الورع الخادع الكاذب: ومن ذلك أن يدع الداعي الوعظ؛ حذرا من أن يخالط قصده الرياء، والتطلع للسمعة؛ فيقلص نور إخلاصه، ويفوته ثواب الله في الدار الآخرة.
وريب أن شأن الإخلاص عظيم، وأن عليه مدار العمل.
ولكن ترك الدعوة بمثل هذا الوسواس ورع خادع.
وما على الواعظ إلا أن يجاهد نفسه، وأن يأخذها بالإخلاص ما استطاع؛ فمخافة الرياء تجاه فائدة الدعوة إلى الخير لاغية، لأن تلك المخافة متوقعة، وفائدة الدعوة حاصلة ـ بإن الله ـ فلا تقدم المفسدة المتوقعة على الفائدة الحاصلة.
ولو ركن كل داع إلى هذا الخاطر لتعطلت الدعوة، ولقلت المجاهدة، ولظفر الشيطان بما أراد.
ومما يجدر التنبيه عليه أن الخوف من الرياء إنما يعظم في بدايات الإنسان الأولى؛ فإذا استمر على دعوته، ووعظه، ونفعه للناس لم يكد ذلك الخاطر يمر على باله.
وإليك هذه النصيحة الذهبية من إمام الوعظ في زمانه الإمام ابن الجوزي

[1] الأخلاق والسير، 63.
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست