responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 98
رحمه الله حيث يقول: "ما زالت نفسي تنازعني بما يوجبه مجلس الوعظ، وتوبة التائبين، ورؤية الزاهدين ـ إلى الزهد والانقطاع عن الخلق، والانفراد بالآخرة.
فتأملت ذلك، فوجدت عمومه من الشيطان؛ فإن الشيطان يرى أنه لا يخلو لي مجلس من خلق لا يحصون يبكون ويندبون على ذنبهم، ويقوم ـ في الغالب ـ جماعة يتوبون، ويقطعون شعور الصبا، وربما اتفق خمسون ومائة.
ولقد تاب عندي في بعض الأيام أكثر من مائة، وعمومهم صبيان قد نشؤوا على اللعب، والانهماك في المعاصي.
فكأن الشيطان ـ لبعد غوره في الشر ـ رآني أجتذب إلي من أجتذب منه؛ فأراد أن يشغلني عن ذلك بما يزخرفه؛ ليخلو هو بمن اجتذبه من يده.
ولقد حسن لي الانقطاع عن المجالس، وقال: لا يخلو من تضنع للخلق.
فقلت: أما زخرفة الألفاظ وتزويقها، وإخراج المعنى من مستحسن العبارة ـ ففضيلة لا رذيلة.
وأما أن أقصد الناس بما لا يجوز في الشرع فمعاذ الله"[1].
إلى أن قال رحمه الله: "وأما الانقطاع فينبغي أن تكون العزلة عن الشر لا عن الخير، والعزلة عن الشر واجبة على كل حال.
وأما تعليم الطالبين، وهداية المريدين فإنه عبادة العالم.
وإن من تغفيل بعض العلماء إيثاره للتنفل بالصلاة والصوم عن تصنيف الكتاب، أو تعليم علم ينفع؛ لأن ذلك بذر يكثر ريعه، ويمتد زمان نفعه.
وإنما تميل النفس إلى ما يزخرفه الشيطان من ذلك لمعنيين:
أحدهما: حب البطالة؛ لأن الانقطاع عندها أسهل.

[1] صيد الخاطر، ص88.
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست