أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} [1]. {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [2]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعطينا فكرة عن هذه المسألة فيقول: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن عمله فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟ " [3].
ولو أردنا أن نصوغ قولة تلخص هذه الصفة الشمولية في جانبيها، فلن نجد خيرًا من تلك الكلمة المعروفة التي شبه فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل فرد من بعض وجوهه بالحارس، أو المدير المسئول عن خير العاملين معه: "كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته؛ الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته" [4] فكل فرد في مجاله مسئول عن حسن سير الأمور، العامة والخاصة، التي وكّلت إليه.
بيد أنه إذا كانت المسئولية الأخلاقية شاملة، فهي مع ذلك، ليست خالية من الشروط، فما تكون إذن شروطها؟ يقدم القرآن هذه الشروط بتفاصيلها، وهي التي سوف نخصص لها الفقرة التالية: [1] الإسراء: 36. [2] التكاثر: 8. [3] الترمذي, كتاب صفات القيامة, باب1. [4] البخاري, كتاب الوصية, باب 9.
شروط المسئولية الأخلاقية والدينية
الطابع الشخصي للمسئولية
...
2- شروط المسئولية الأخلاقية والدينية:
أ- الطابع الشخصي للمسئولية:
أول ما يجب ذكره هو أن المسئولية الأخلاقية والدينية شخصية محضة,
ولسوف يكون من باب الإطالة أن نذكر جميع النصوص القرآنية التي تقر