مهلة للتعلم"[1].
ومع ذلك، فإننا نضيف أنه إذا كان الجهل عذرًا فهل بوسعه أن يرقى بالنية الخاطئة إلى مرتبة مبدأ من مبادئ الأخلاقية؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا كان من الضروري أن يخرج المرء من هذا الجهل، وأن يرجع عن أخطائه؟
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقصد بقوله: "إنما الأعمال بالنيات" [2] أن الأعمال لا تقوم، ولا توجد إلا بالنيات فحسب، بل قال أيضًا عن عائشة, رضي الله عنها: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد" [3]، أليس هذا هو أفضل برهان على أن المسلك الحسن لا ينحصر في حسن النية وحده، ولا في دقة العمل وحدها، بل في مجموع من الشكل، والمادة، بحيث لا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر؟
وإنا لنجد القولة الكاملة عن الواجب في الحديث المشهور: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" 4, [1] الغزالي, إحياء علوم الدين 4/ 357-358, ط. الحلبي. [2] البخاري: الحديث الأول. [3] مسلم: كتاب الأقضية, باب 8.
4 مسلم: كتاب اللباس, باب10.