نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 61
الله وما نتيجته إلا المذلة للناس، والهوان والضعف، والخسران المبين: {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [1].
وهل يملك الإنسان أنى لجأ أن يخرج من قدر الله؟ أفإن ذهب إلى فلان يحتمي به فلن يصل الله إليه ولن ينفذ قدره فيه؟ "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك" [2].
أفليس الأسلم إذن والأجمل أن يركن الإنسان إلى الله ويلجأ إلى حماه؟ كذلك تصنع العقيدة في النفوس. إنها تولد هذا الاطمئنان إلى الله والتسليم بقدره، والرضا بما يرضاه.
كذلك فعلت في نفس محمد صلى الله عليه وسلم، فأسلم نفسه لله كلها لم يحتجز لنفسه ولا لغيره شيئًا منها، وعاش مسلمًا لله قانتًا، راضيًا بقدر الله في السراء والضراء، مطمئنًا دائمًا إلى أن الخير هو ما اختاره
الله: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [3]. {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [4]. فالله وحده هو الذي يعلم. والله وحده هو الذي يرتب النتائج على الأسباب. يرتبها بحكمته سبحانه، وبقدرته سبحانه. ولا يملك البشر أن يرتبوا شيئًا على شيء ولا أن يجزموا بنتيجة شيء عن شيء. أو يعرفوا على وجه اليقين أين يكمن الشر وأين يكمن الخير. إنما هو الله المدبر. وهو القادر. وهو الفعال لما يريد.
وكذلك فعلت في نفوس الصفوة من المؤمنين في صدر الإسلام، فأسلموا نفوسهم لله -بقدر ما أطاقت نفوسهم- وأحسوا أن ذلك هو الخير. وأنهم أودعوا نفوسهم، وأعمالهم، ومشاعرهم، عند الحق الذي لا تضيع عنده النفوس.
وكذلك تفعل في كل نفس يتملكها الإيمان الحق، فتسلم أمرها لله كاملًا، وتطمئن إلى قدره, وتستريح ولا تعود تقلق على الصغيرة أو الكبيرة. [1] سورة النساء 139. [2] حديث رواه الترمذي. [3] سورة البقرة 216. [4] سورة النساء 19.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 61