نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 166
وتقاليدها ومصطلحاتها، وأصبح الخمر أحد أهم أغراضهم الشعرية.
وإنك لتجد ذلك في العديد من معلقاتهم، التي هي مستجاد شعرهم، ومستجاد الشاعر عندهم. وكانت- فوق ذلك كله- تقليدا اجتماعيا مرتبطا بجذور حياتهم الاقتصادية والتجارية، فهي قوام تجارتهم [1] .
وقل مثل ذلك في الميسر الذي بلغ من ولوعهم به وتعلقهم بممارسته حدّا «كان الرجل في الجاهلية يقامر على أهله وماله، فيقعد حريبا سليبا ينظر إلى ماله في يدي غيره، فكانت تورث بينهم عداوة وبغضاء، فنهى الله عن ذلك وقدّم فيه، والله أعلم بالذي يصلح خلقه» [2] .
لقد بلغ من شيوع تجارة الخمرة ورواجها وإلفتهم لها أن كلمة التجارة غدت مرادفة لتجارة الخمر وبيعه. وفي ذلك يقول شاعرهم لبيد بن ربيعة بن مالك- قبل إسلامه طبعا- في معلقته [3] :
قد بتّ سامرها وغاية تاجر ... وافيت إذ رفعت وعزّ مدامها [1] كانت الخمر تصنع في المدينة- طبعا قبل تحريمها- من خمسة أشربة، من التمر (والعنب) والعسل والحنطة والشعير والذرة، وليس فيها شراب العنب. البخاري، رقم (4340) . التفسير: (4/ 1689) . [2] تفسير الطبري، (7/ 35) . «حريبا» : مسلوب المال الذي يعيش به. وهذا يشير أيضا إلى هبوط قيمة الإنسان عندهم، والمرأة طبعا أكثر. [3] لبيد بن ربيعة بن مالك العامري: شاعر مخضرم، أسلم سنة (9 هـ) . وهو من فحول الشعراء والفرسان الشجعان المخضرمين المعمرين، وأحد أصحاب المعلقات السبع. كان هو المقصود بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أصدق كلمة قالها الشاعر، كلمة لبيد، ألا كلّ ما خلا الله باطل..» البخاري، رقم (3628) . «سامرها» : سامرا فيها. «غاية تاجر» : راية تاجر يبيع الخمر، ينصبها علامة عليها وعلى جودتها. «رفعت» : رفعت الراية أو ثمن الخمر. «عز مدامها» : غلا ثمنها وهي معتقة. يريد أنه سهر تلك الليلة، فإذا تاجر (بائع خمر) رفع راية (غاية) ، علامة بائع الخمر الجيد، فاشتراها، رغم ارتفاع ثمنها.
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 166