نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 167
ويقول المنخّل اليشكري [1] (نحو 20 ق. هـ) :
ولقد شربت من المدا ... مة بالصغير وبالكبير
فإذا سكرت فإنني ... ربّ الخورنق والسّدير
وإذا صحوت فإنني ... ربّ الشّويهة والبعير
وشعراء آخرون كثيرون تناولوا هذا الاتجاه بشعرهم [2] .
ومع كل ذلك كانت استجابتهم في الإقلاع عنها عجيبة من عجائب هذا الدين، وكله عجائب، عجبا مستمدا من هذا المنهج الإلهي وقائما على هذه التربية الربانية الفريدة ومتيقظا بالصدق الأمين في الله تعالى.
وانتهى المسلمون كافة، وأريقت زقاق الخمر وكسرت دنانها في كل مكان، بمجرد سماع الأمر. ومج الذين كانت في أفواههم جرعات من الخمر ما في أفواههم- حين سمعوا الأمر- ولم يبلعوها وهي في أفواههم وهم شاربون. ولم يتم ذلك عن طريق سيطرة الدولة وتقنيناتها وتقنياتها وإشرافها ورقابتها، بل تم بسلطان القرآن الكريم، وما أعظمه من سلطان [3] .
الظاهر أن كثرة من الصحابة الكرام كانوا يعاقرون الخمر، قبل تحريمها، مما يدل على شيوعها وتمكن هذه العادة وتأصل هذا التقليد.
فعمر بن الخطاب- مثلا- ممن كان يعاقرها، منذ جاهليته. وهو الذي يقول في قصة إسلامه: (كنت للإسلام مباعدا وكنت صاحب خمر في الجاهلية أصبها وأشربها. وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش بالحزوّرة ...
فقلت في نفسي: فلو أني جئت فلانا الخمّار، وكان بمكة يبيع الخمر، لعلي [1] التفسير، (2/ 664) . [2] انظر في ذلك: التفسير، (2/ 663) وبعدها. [3] التفسير، (2/ 666) .
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى جلد : 1 صفحه : 167