نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 28
وكان بها الزرع والثمر والنخيل، واستقر بها بعض اليهود وأقام فيها الأوس والخزرج منذ القدم وأنشئوا بها الصناعات، وزرعوا الأرض، واستخرجوا الثمر ولذلك يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أريت دار هجرتكم، ذات نخل بين لابتين" [1]. فتميزها بالنخيل دليل الزراعة والثمر، وإحاطتها باللابتين دليل المنعة والتحصين.
وكان العرب وعلى رأسهم أهل مكة يقدرون لأهل المدينة هذا الموقع، ويعاملونهم بالتقدير والاحترام كسبًا لودهم، وأملا في حماية تجارتهم وهي تغدو وتروح عليهم، ولذلك رأينا القرشيين بعد بيعة العقبة الثانية يصبون جام غضبهم على من أسلم من أهل مكة، ويتجنبون مخالفة أهل المدينة.
جاء في صحيح البخاري أن سعد بن معاذ رضي الله عنه كان صديقًا لأمية بن خلف، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انطلق سعد معتمرًا فنزل على أمية بمكة كعادته فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت فخرج به قريبًا من نصف النهار, فلقيهما أبو جهل فقال: يا أبا صفوان من معك؟
فقال: هذا سعد.
فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنًا، وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم؟ أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالمًا.
فقال له سعد، ورفع صوته عليه: أما والله لو منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه، طريقك على المدينة.
فقال له أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد الوادي.
فقال سعد: دعنا عنك يا أمية[2]. [1] سيرة النبي لابن هشام ج1 ص468 واللابة هي الحرة بفتح الحاء. [2] صحيح البخاري كتاب المغازي باب ذكر النبي من قتل ببدر ج7 ص282.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 28