نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 29
كما أنه واضح أن المدينة كانت ذات ثمر، فلقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وهو يومئذ رأس المشركين من غطفان عند الخندق ليخذل بين الأحزاب؟! ويصرفهم عن حصار المدينة.
فأرسل إليه عيينة وقال له: إن جعلت لي الشطر فعلت[1].
لقد كان ثمر المدينة جديرًا بأن يغري رؤساء الكفر بنقض ما عزموا عليه، كما كان جديرًا أن يمزق جمعهم طمعًا فيه.
إن إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنها ذات نخل دليل على ما فيها من خير لأن النخلة كثيرة الفوائد، عظيمة الثمر، ووجودها دليل على وجود ثمرها، وفيها عناصر الغذاء المطلوبة للإنسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام، وليس من الشجر شيء يلقح غيرها" [2], ويقول عمرو بن ميمون: "ما من شيء خير للنفساء من التمر والرطب"[3].
إن عديدًا من الصناعات تقوم على النخلة منذ القدم، وقد استفاد بها العربي فائدة كبرى، فمنها يصنع بيته وأدواته، وفراشه، بالإضافة إلى تنوع ثمرها طعمًا، ولونًا، وصورة.
4- خلو المدينة من الوباء:
اشتهرت يثرب قبل الإسلام بأنها بلد موبوءة، يكثر فيها المرض وتنتشر به الحمى، تقول عائشة رضي الله عنها: "قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، وكان بطحان يجري نجلا أي ماء آجنًا"[4], وبهذا بينت السيدة عائشة رضي الله عنها السر في كون المدينة وبيئة، وهي أن وادي بطحان ينز ماؤه جهة المدينة فيحدث المرض والوباء [1] السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة ص154. [2] تفسير ابن كثير ج3 ص118. [3] المرجع السابق ج3 ص118. [4] صحيح البخاري كتاب الحج ج3 ص285.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 29