نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 31
صحيح البخاري بخطه يقول: أمر المدينة في طيب ترابها وهوائها يجده من أقام بها ويجد لطيبها أقوى رائحة، ويتضاعف طيبها فيها عن غيرها من البلاد، وكذلك العود وسائر أنواع الطيب[1].
وهكذا خلت المدينة من الوباء، وحسن حالها، واستقر أمر المسلمين بها، وصارت حاضرة الإسلام الأولى بعد الهجرة إليها.
5- وسطية المدينة:
تقع المدينة المنورة وسط العالم كمكة؛ لأنها قريبة منها، وأغلب سكانها عرب، ولغتهم هي العربية، وقد ساعد قرب المدينة من مكة أن يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم أخبار المكيين، أمل الدعوة وأسسها وركيزتها، فهم الذين يدين لهم العرب جميعًا بالسيادة، ويتخذونهم القدوة والأسوة، ولأنهم منذ القدم حماة بيت الله وسدنته، ومقصد أهل الجزيرة حيث يأتون إليهم حاجين ومعتمرين، وقد ترك فيهم إبراهيم عليه السلام وحي الله ودينه وقد بوأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلتهم وهو يقول: "قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم" [2].
ولم تغب مكة عن فكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة, ولم ينس أهلها ولذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على معرفة أسرارهم، وأخبارهم، ومعرفة نقاط الضعف لديهم وإذا كان صلى الله عليه وسلم مكث بينهم يدعوهم إلى الله تعالى ثلاثة عشر عامًا، وعجز عن إدخالهم في الإسلام، فإنه بعد الهجرة أخذ يحاول في إيمانهم؛ لأنهم شعب كثير، قوي يمكنه خدمة الإسلام بما يملك من إمكانيات واسعة، وثقة كبيرة يوليها العرب لهم.
وتبرز أهمية أهل مكة وإمكاناتها الدعوية، فيما حدث للإسلام بعد فتح مكة إذ خرج من المكيين للجهاد في "حنين" آلاف، ولم يمض على إسلامهم عام واحد، [1] فتح الباري على صحيح البخاري ج4 ص89. [2] مسند الإمام أحمد مسند أبي بكر الصديق ج1 حديث رقم 18 ص199 ط الرسالة وانظر صحيح البخاري كتاب المناقب ج6 ص85.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 31