نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 32
ودخلت الجزيرة كلها في الإسلام بعدهم، وظهر من بينهم دعاة أفذاذ حملوا راية الإسلام، وجاهدوا في سبيل الله تعالى.
لقد كان أهل مكة تجارًا يجوبون الآفاق، وهذا علمهم الواقعية في التفكير، واستخلاص النتائج من المقدمات، والاهتمام بالدور الفردي لخدمة الجماعة، والاستفادة من المهارات الخاصة في تحقيق منافع محددة، والإحاطة ببلاد العالم وطرق الرحلة إليها.
كل هذا جعل من المدينة المنورة موطن الدعوة المثالي لما بينها وبين مكة من ترابط وصلة ولذلك هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إليها وعيونهم وقلوبهم ترنوا لمكة رجاءً وأملا.
6- تميز المدينة عن غيرها من المدن:
لو نظرنا لسائر مدن الجزيرة العربية لرأينا تميز المدينة عنها جميعًا، ولأدركنا سر اختيارها للهجرة، فمدينة "الطائف" قريبة من مكة، بل هي أقرب إليها من المدينة، وقد حاول الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعلها موئل الإسلام حين ذهب إليها، وطلب من أهلها الحماية والنصرة[1] إلا أنهم كانوا متأثرين بنفوذ القرشيين، ولذلك تجنبوا مخالفتهم، وردوا الرسول حين أتاهم ردا قبيحًا.
وكان للمسيحية قوة التأثير في بلاد اليمن القريبة من بلاد الحبشة وفي بلاد الشام القريبة من أرض الروم.
وكان للفرس نفوذ في شرق جزيرة العرب وبعض بلاد الشام.
ولم يبق من مدن الجزيرة العربية مدينة تصلح للحركة الإسلامية، وتصير قاعدة الإسلام إلا مدن بلاد الحجاز الثلاث "مكة، والطائف، والمدينة" لعدم تأثرها بغيرها وحسن موقعها، ومزايا سكانها، فإذا ما انتفت منها مكة، والطائف لم يبق إلا المدينة المنورة وإليها كانت الهجرة النبوية. [1] انظر ص364 من الكتاب الثاني من هذه السلسلة.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 32