نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 33
7- سكان المدينة المنورة:
سكن المدينة المنورة قبل الهجرة كل من قبيلتي الأوس والخزرج، ومعهم طوائف من اليهود.
وكان أول الأمر بالمدينة أن سكنها العمالقة، ثم قدم عليهم أناس من بدو بني إسرائيل، فجاورهم فيها، فلما انهدم سد مأرب هاجر إليها الأوس والخزرج، ونزلوا بها، وتفرقوا في عاليتها وسافلتها[1] فمنهم من نزل مع بني إسرائيل في القرى حول المدينة، ومنهم من أقام في يثرب.
ولما دالت دولة اليهود في فلسطين في الزمن القديم وقضى عليهم الرومان، وهدموا الهيكل فر كثير منهم إلى الحجاز، وأقاموا في يثرب، وخيبر فكان بيثرب يهود بني قينقاع، وفي تخومها يهود بني قريظة والنضير، وكانت هناك جماعات أخرى من اليهود تقيم بخيبر، وفدك، وتيماء, ووادي القرى.
وقد اتفقت قبائل الأوس والخزرج واليهود على المسالمة، وحسن الجوار، فعقدوا حلفًا يأمن به بعضهم على بعض، ويمتنعون به عمن سواهم.
وكانت الغلبة والقوة لليهود ابتداء لتملكهم مصادر الغنى والثروة، إذ كانوا يشتغلون بالصياغة وصنع آلات الحرب، وبالزراعة وفلاحة البساتين، وكان لهم سوق كبيرة تقام بصورة دورية لبيع منتجاتهم لأهل يثرب والقرى المجاورة.
ولما كثر عدد الأوس والخزرج، وزادت ثروتهم، واشتد ساعد أبنائهم وصارت لهم قوة خافت قريظة والنضير منهم فتنمروا لهم حتى قطعوا الحلف الذي كان بينهم الأمر الذي جعل قبيلتي الأوس والخزرج تتحدان في إطار واحد، ويملكان عليهم "مالكًا بن العجلان"، أخا سالم بن عوف الخزرجي.
وهكذا انقسمت المدينة إلى قسمين، قسم هم العرب من الأوس والخزرج ومن والاهم، وقسم هم اليهود بمختلف قبائلهم، وطوائفهم. [1] يراد بالعالية ما كان فوق المدينة إلى قباء وما بعدها، ويراد بالسافلة ما كان في أسفل المدينة إلى أحد وقبر حمزة رضي الله عنه.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 33