نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 34
ولم يدم توحد عرب يثرب طويلا، فقد لعب بهم اليهود، وأوقعوا بينهم الفتنة، واشتعلت الحرب بين الأوس والخزرج واستمرت وكان آخرها حرب "بعاث".
ولم يتمكن "مالك بن العجلان" الذي سوده الأوس والخزرج عليهم من إيقاف الحرب، وإنهاء القتال، الأمر الذي أدى إلى كثرة الضرر وإهمال طرق الكسب والمعاش.
وقد تطور الأمر بعد ذلك حيث مكن الله للأوس والخزرج بعد بغي اليهود، وظلمهم لأهل المدينة.
يذكر المؤرخون أن ملك اليهود "الفطيون"[1] كانت له السيادة على اليهود والأوس والخزرج، وكانت له فيهم سنة ألا تزوج منهم امرأة إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضها، إلى أن خطبت أخت لمالك بن العجلان الخزرجي، فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها، وأخوها مالك في المجلس.
فقال لها: قد جئت بسوأة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك!! قالت: الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي، ثم دخلت إلى منزلها فدخل إليها أخوها وقد أرمضه قولها.
فقالت له: هل عندك من خبر؟
قال: نعم.
قالت: فماذا؟
قال: أدخل معك في جملة النساء على الفطيون، فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد.
قالت: افعل.
فتزيا بزي النساء، وراح معها، فلما خرج النساء من عندها دخل الفطيون عليها فشد عليه "مالك بن العجلان" بالسيف وضربه حتى قتله، وخرج هاربًا حتى [1] الفطيون بكسر الفاء وسكون الطاء وياء مفتوحة وسكون الواو.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 34