responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 145
على رأس الف مقاتل لم يكن بينهم غير فارسين اثنين ومئة رجل مسلح.
وقضى المسلمون الليل على مبعدة من المدينة يسيرة، ثم استأنفوا تقدمهم في اليوم التالي مع الفجر. ولم يكد عبد الله بن أبيّ يلمح العدوّ حتى انخذل مع رجاله الثلاثمئة، منقصا بذلك مجموع المقاتلين المسلمين إلى سبعمئة كان عليهم ان يواجهوا عدوا عدد رجاله أربعة أضعاف عددهم. وحتى هؤلاء لم يكونوا، بأية حال، بارعين في فنون القتال.
كانت قوتهم الوحيدة كامنة في تفانيهم في الدفاع عن الحق. وكانت الحماسة قد أشربت قلوب الطاعنين في السنّ عزم الشباب وهمّتهم.
وكذلك أشرب من لم يبلغوا الحلم بعد مثل هذا العزم وتلك الهمة.
ويروى أن احد الغلمان تطوّع للقتال فرفض القوم قبوله لصغر سنه، فما كان منه إلا ان تمطّى ووقف على رؤوس اصابعه لكي يبدو أطول قامة. وأيا ما كان، فقد كفلت له حماسته مكانا بين صفوف المقاتلين.
وتقدّم غلام آخر في مثل سنه مؤكدا حقه في الاشتراك في القتال.
وألحّ قائلا ان في استطاعته، لو صارع زميله ذاك، أن يطرحه أرضا. فأتاحوا له فرصة يثبت فيها صدق دعواه، حتى إذا وفّق إلى جندلته أجابوا سؤله. وبعد ذلك تقدّم رجل طاعن في السن، لم يبق له في هذه الدنيا غير أيام معدودات، وقال: «انا، يا رسول الله، على قاب قوسين من القبر. فما أعظمه من مجد ان أختم حياتي بحمل السلاح دفاعا عن رسول الله!» وهكذا حشد المقاتلون السبعمئة، وقد استعاضوا عن القوة والبراعة بحماستهم العارمة للقضية الأثيرة على قلوبهم. ومثل قائد بارع، تقدّم الرسول للقاء الأعداء، وعدّتهم ثلاثة آلاف مقاتل أشداء مسلحين تسليحا حسنا، واتخذ مركزا متفوقا في ميدان القتال، جاعلا من صخور أحد وقاء يحمي به ظهور رجاله وراح يصفّ أصحابه بنفسه. بيد أنه كان في ناحية من نواحي الجبل شعب يمكّن العدوّ من الانقضاض على صفوف المسلمين من خلاف.

نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست