الفصل الثالث والعشرون معركة حنين
«لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ «كَثِيرَةٍ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ «كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً «وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ «ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ.»
(القرآن الكريم، السورة 9، الآية 25)
لم يكد ينقضي شهر واحد على مغادرة الرسول المدينة حتى بلغه أن قبيلة هوازن، المقيمة في سفوح الجبال القائمة شرقيّ مكة، كانت تحتشد في أعداد كبيرة لشنّ هجوم على المسلمين. كان تعاظم قوة الاسلام بعد صلح الحديبية قد أزعجها وأقلقها. وكانوا قد شرعوا، قبل فترة طويلة من فتح مكة، يثيرون القبائل البدوية ويحرّضونها على الاسلام. حتى إذ سقطت مكة بدا لهم ان عليهم ان يغتنموا أول فرصة