responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 81
الاعمى نفسه للدعوة المحمدية؛ ذلك بأن القرآن كان ناموس حياة يستطيع البسطاء من الناس ان يرتفعوا بفضله إلى الصعيد الاعلى. ولقد نصحت الرسول أيضا بأن لا يعلق أهمية كبيرة على العظماء من الرجال. فقد كان رسوخ الاسلام مرهونا بالفقراء والضعفاء الذين سوف يتحقّقون هم أنفسهم بالمجد بفضل نضالهم من أجل نصرة قضيته. والواقع أن هذه كانت هي الحكمة الالهية الكامنة وراء الحقيقة القائلة بأن العنصر الاضعف من أهل مكة هم الذين رحبوا أكثر من غيرهم بالهدي الاسلامي. لقد أريد بهم أن يكونوا دليلا ملموسا على ان في استطاعة العاديين من الناس، تؤيدهم روح الله، ان ينجزوا ما يعجز عن فعله أشد الناس قوة وأعزّهم نفرا. ونحن نعلم علم اليقين، في ضوء التاريخ، ان الاسلام لم يمكّن طبقة الضعفاء والمرذولين هذه نفسها من تقلّد صولجان الملكية فحسب، بل عدا ذلك إلى رفعهم في الوقت نفسه إلى اسمى مراتب الاخلاق، والفن، والعلم، والفلسفة، وإلى جعلهم حملة مشعال المعرفة في عصر كان العالم غارقا خلاله في ظلمات الجهالة.
أليس في هذا أعظم شاهد على مقدرة التعاليم الاسلامية على النهوض بالناس ورفعهم [من درك المذلة إلى قمة المجد؟] .
وحادثة الرجل الأعمى، على تفاهتها، تلقي فيضا من النور على مشكلة ذات خطر عظيم. إنها تزوّدنا بما نستطيع أن نقرر على ضوئه أمرا في قضية طالما اختلف فيها العلماء وتنازعوا، أعني طبيعة الوحي الالهي الذي قدّر للرسول أن يتلقّاه. هل كان صوتا نابعا من قلب الرسول نفسه، ام كان رسالة مستقبلة من مصدر خارجي؟ إن الآيات التي نزلت بعيد لا مبالاة الرسول بالرجل الكفيف تنهض دليلا على انه لا يمكن بأية حال ان يكون ثمرة عمل باطني قام به عقل الرسول نفسه. فقوامها لوم الهي للرسول لإعراضه عن الأعمى. وليس يطيق ايما امرئ ان نعرض اخطاؤه على أنظار الخاص والعام، إذا استطاع اجتناب ذلك، مهما

نام کتاب : حياة محمد ورسالته نویسنده : اللاهوري القادياني، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست