responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 300
وأما "العروة" الوثقى" فحكى أبو عبد الرحمن السلمي عن بعضهم في تفسير قوله تعالى: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256] أنه محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما "ركن المتواضعين" فلأنه عمادهم، وقد ظهر عليه عليه الصلاة والسلام من التواضع ما لم يظهر على غيره، فكان يرقع القميص، ويخصف النعل، ويقم البيت.
ووقع فيما ترجموه من كتاب سعياء مما يدل صريحا في البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا يميل إلى الهوى، ولا يدل الصالحين، بل يقوي الصديقين الذين هم كالقصبة الضعيفة، وهو ركن المتواضعين،

ذلك الحسن، فقال صدق والله ونصح، "وأما العروة الوثقى، فحكى أبو عبد الرحمن السلمي عن بعضهم في تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ، أنه محمد صلى الله عليه وسلم" لأنه العقد الوثيق المحكم في الدين، والسبب الموصل لرب العالمين، ففيه استعارة تصريحية تمثيلية؛ لأن من اتبعه، لا يقع في هوة الضلال، كما أن من مسك حبلا متينا صعد به من حضيض المهالك، والاستمساك ترشيح، "وأما ركن المتواضعين فلأنه عمادهم" الذين يعتمدون عليه في أمورهم لرجوع الأمر إليه يوم القيامة، "وقد ظهر عليه، عليه الصلاة والسلام من التواضع" إظهار أنه وضيع، وهو أشرف الخلق، "ما لم يظهر على غيره، فكان" كما في الصحيح تعليقا، وهو موصول عند ابن ماجه عن عائشة وأبي سعيد وغيرهما كان صلى الله عليه وسلم في بيته في مهنة أهله، يفلي ثوبه ويحلب شاته، و"يرقع القميص" بفتح الياء، وسكون الراء، وفتح القاف مخففة، أي يجعل فيما انخرق منه رقعة من غيره يسده بها، ويجوز الضم، والتشديد إلا أن الأول أنسب بما معه، "ويخصف النعل" أي يخرزها وفي العمدة أنه تطبيق بعض جلود النعل على بعض، ويخصفان عليهما استعارة من هذا، "ويقم" بضم القاف، بكنس "البيت" كل ذلك تواضعا لربه ورأفة على خدمه، لا عن حاجة فقد كان له نساء وخدم بكثرة، "ووقع فيما ترجموه" نقلوه من العبرانية إلى اللغة العربية "من كتاب سعياء" بسين مهملة ومعجمة ابن أمصيا نبي بشر بعيسى، كما في القاموس، أي سفره من التوراة، كما يفيده الشامي وغيره، أضيف إليه لاختصاصه به وتعلمه ما فيه "مما يدل صريحا في البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم" بيان، لما ترجموه، وهو قوله: "ولا يميل إلى الهوى" هو النفس، بل إنما يتبع بما يوحى إليه، "ولا يدل الصالحين" المسلمين، والأولياء، "بل يقوي الصديقين" المبالغين في الصدق "الذين هم كالقصبة الضعيفة، وهو ركن المتواضعين" هذا المقصود بذكره، فعلم أنه مما سمي به في الكتب
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست