responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 311
ولما رفعه الله تعالى إلى حضرته السنية، ورقاه إلى أعلى المعالي العلوية، ألزمه -تشريفا له- اسم العبودية، وقد كان صلى الله عليه وسلم يجلس للأكل جلوس العبد، وكان يتخلى عن وجوه الترفعات كلها في ملبسه ومأكله ومبيته ومسكنه إظهارا لظاهر العبودية فيما يناله العيان صدقا عما في باطنه من تحقق العبودية لربه تحقيقا لمعنى {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] .
ولما خير بين أن يكون نبيا ملكا.

فهذا مبني على المقدمة المقدرة، فلا يرد أنه لم يدع أنه أشرف أسمائه حتى يحتاج لهذا "ولما رفعه الله تعالى إلى حضرته السنية، ورقاه إلى أعلى المعالي العلوية ألزمه تشريفا له اسم العبودية، وقد" جمع بين صفتها ظاهرا وباطنا، لأنه "كان صلى الله عليه وسلم يجلس للأكل جلوس العبد" فتسميته بذلك مطابقا لما كان عليه في الوجود الظاهر المدرك بالحواس، "و" لذا "كان يتخلى" بخاء معجمة "عن وجوه الترفعات كلها، في ملبسه ومأكله" فيجلس على الأرض، ولا يأكل على خوان، "ومبيته ومسكنه" كما يأتي تفصيل ذلك كله في شمائله وعلل ذلك بقوله "إظهارا لظاهر العبودية فيما يناله العيان" المشاهدة "صدقا" حال من مفعول يناله، أي دالا وكاشفا "عما في باطنه من تحقق العبودية لربه"، وإنما ظهر ذلك "تحقيقا لمعنى" قوله تعالى: " {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} "، فإن أكثر المفسرين على أنه الذي جاء صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم: وهو الذي صدق به، وقيل الذي صدق به المؤمنون وقيل أبو بكر وقيل علي، وقيل غير هذا كما في الشفاء.
قال شارحه، ولا يرد على هذا، ولا على ما قبله أنه يلزمه حذف الموصول بدون الصلة، أو أن يراد بموصول مع الصلة شيء ومنه مع صلة أخرى آخر؛ لأن الموصول هنا واحد لفظا جمع معنى بتقدير موصوف، كذلك كفريق ونحوه، والصلة له على التوزيع، أي جمع بعضه جاء به وبعضه صدقه، فلا محذور فيه، كما ذكر الطيبي، وهذا جار في الوجه الأخير؛ إذ لا مانع منه، فلا وجه لقوله البيضاوي ومن تبعه إذا كان الجائي النبي صلى الله عليه وسلم، المصدق أبو بكر يلزم عليه إضمار الذي وهو غير جائز مع أنه ذكر هذا في الوجه السابق، وليس بينهما فارق والفرق بأنهما فردان مشخصان، لا يجدي، ولا حاجة إلى أن الذي أصله الذين، فخفف بحذف النون لطوله بالصلة، والذي غر هؤلاء أن الذي لا يراد به متعددا إلا إذا كان غير متخصص بمعنى، قال في التسهيل يغني عن الذين في غير تخصيص كثيرا، وفيه للضرورة قليلا انتهى، "ولما خير بين أن يكون نبيا ملكا" بكسر اللام سلطانا تكون شئون كالملوك في اتخاذ الجنود، والخيول،
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    جلد : 4  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست