قال ابن إسحاق[1]: "فأقام بها الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة[2]، وقد كان لمعبد الخزعي[3] دور كبير في تخذيل أبي سفيان ومن معه في هذه الحملة. قال محمود شيت خطاب: وكان لابد للمسلمين من أن يقوموا بالتطهير العام في المدينة وخارجها حتى يستعيدوا قوتهم.
لقد استطاعوا أن يجعلوا من المدينة قاعدة آمنة للإسلام قبل غزوة (أحد) ولكن هذه الغزوة أحدثت لهم مشاكل داخلية وخارجية[4].
أما المشاكل الداخلية فقد كانت من اليهود الذين هم أشد عداوة للذين آمنوا في السراء والضراء وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وذلك مصداقاً لقوله - تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا…} [5]. [1] محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر المطلبي مولاهم المدني. نزيل العراق، إمام في المغازي، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة. مات سنة 150هـ، ويقال بعدها. روى له (خت 4) التقريب 290، وتهذيب التهذيب 9/38. [2] السيرة النبوية 2/102. [3] معيد بن أبي معبد الخزاعي قال ابن القيم إنه أسلم ذلك الوقت، وقيل إنه عندما خذل كان مشركاً. انظر: الزاد 2/121، البداية والنهاية 4/49، سيرة ابن هشام 2/102. [4] الرسول القائد 126. [5] سورة المائدة، الآية 82.