والحديث رواه الفسوي من طريق الحميدي1.
ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه2. وتعقبه الذهبي بقوله: قلت أخرجه مسلم3.
81- ونعد الحاكم من حديث جابر بن عبد الله قال: ندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين الأنصار فقال: "معشر الأنصار فأجابوه: لبيك، بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله، قال: أقبلوا بوجوههم إلى الله وإلى رسوله يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، فأقبلوا ولهم حنين[4] حتى أحدقوا[5] به كبكبة تحاك مناكبهم يقاتلون حتى هزم الله المشركين" 6.
ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرج الحاكم أيضا من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: التقى يوم حنين أهل مكة وأهل المدينة واشتد القتال فولوا مدبرين، فندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأنصار فقال: يا معشر المسلمين أنا رسول الله.
فقالوا: "إليك والله جئنا فنكسوا ثم قاتلوا حتى فتح الله عليهم" [7].
ثم قال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي".
وفي حديث أنس بن مالك قال: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ومن الطلقاء فأدبروا عنه حتى
(المعرفة والتاريخ 2/732- 733) .
(المستدرك 3/327- 328) .
(تلخيص الذهبي على المستدرك 3/328 وانظر الحديث رقم (80) . [4] أصل الحنين: هو ترجيع الناقة صوتها لولدها. (ابن الأثير: النهاية 1/452ن وابن حجر: هدي الساري ص109) . [5] أحدقوا به: أي طافوا به.
والكبكبة: بالضم والفتح: هي الجماعة المتضامة من الناس وغيرهم والدفعة في القتال والجري والحملة في الحرب والزحام، وأكب عليه أقبل ولزم.
وتحاك بتشديد الكاف: أي اصطكت مناكبهم فحك كل منكب الآخر.
(ابن الأثير: النهاية1/345، 418و4/144.والفيروزآبادي: القاموس المحيط 1/121، 3/219، 299) .
(المستدرك: 3/48) . [7] تقدم تخريج الحديث برقم (59) .