2. دراسات أنجزت في إسبانيا:
تقول مهدية أمنوح: " إذا ما قرأنا هذه المصادر بحسب تتابعها الزمني نلاحظ أن الهاجس الديني والتاريخي قد طغى على المؤلفات الأولى على خلاف المتأخرة التي سوف يأطرها الغلاف الفكري على نحو أدق.
وبعد هذا ما هو الشيء الذي يهمنا من هذه الأعمال التي عبرت عنها بـ "كتابات إسبانية"؟ إن المبحوث عنه قي هذه المادة المعرفية هو ملامح صورة معينة وموقع عنصر خاص جدا. فالبحث عن الملامح هو تحديد لحقيقة الشيء المدروس، أما البحث عن الموقع فهو ضبط للموقف تجاه المدروس. إذن فتسليط الضوء على نقطتين من هذه الدرجة: حقيقة وموقف يستحضر مجموعة من العلاقات المتشابكة فيما بينها.
فنحن إزاء ثنائية موقفية تستتبع أو تعكس ثنائية أخرى من طبيعة أكثر تعقيدا وإشكالا.
وبمعنى آخر نركز هنا على إشكالية قراءة الآخر (كتابات إسبانية) لنسيج تاريخي ليس منها وليست منه هو سيرة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. ومن المعروف عند الجميع أن مخاطرات معرفية من هذا القبيل تستلزم شروطا منهجية – معرفية قاسية جدا حتى تتحقق لها صفة العلمية، وإلا كانت ضربا من العبث الذي تراكم عبر قرون في سجل علاقة الذات بالآخر والتي تمثلها ظاهرة " الاستشراق" في أجلى صورة ممكنة.
ونفوراً من هذا الاصطلاح المثقل بتبعات معرفية – أيديولوجية – سياسية..ارتأيت أن أعبر بـ"كتابات إسبانية" (وقد يدخل فيها المترجَم