أخطر المنافذ التي تعبر منها جيوش الأعداء، حتى تصل إلى المقاتل التي تريد القبض عليها وإحكام غلها بأغلال الفولاذ.
وأمام هذا الخطر الداهم المنذر بحلول المصيبة الكبرى، يجب على قادة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أن يكشفوا للجماهير المسلمة حقيقة نظام الإسلام المتعلق بشؤون المال، بكل أسسه وتطبيقاته، وأن يستفيدوا من مرونة الشريعة الإسلامية في وضع أشكال تطبيقية لا تتعارض مع أسس الإسلام، كفيلة بأن توجد في بلاد المسلمين كل ازدهار اقتصادي، وانتعاش اجتماعي، حتى تستطيع تطبيقاتهم الملائمة للإسلام أن تقف في وجه هذا الغزو الذي يحارب المسلمين وهم في عقر دورهم، والذي يحمل فيه بعض أبناء المسلمين أسلحة العدو الغازي ضدهم، ويقاتلون به أهليهم وذويهم حماقة وجهلاً، وطمعاً وغروراً.
(3) وسائل إيقاف نشاط غزو المذاهب المخالفة للإسلام
لإيقاف نشاط غزو المذاهب الاقتصادية المعادية للإسلام في بلاد المسلمين، يجب على المسلمين أن يتخذوا وسائل الدفاع الكفيلة بصدّ أي هجوم يركزه أعداء الإسلام، ويجب عليهم أن يسدوا كل ثغرة يمكن أن يتخذها الغزاة معبراً لهم، ينفذون منه إلى عقول المسلمين أو قلوبهم أو نفوسهم.
ويبدو لي أن وسائل الدفاع يشترط فيها قبل كل شيء تسليح معظم المسلمين على اختلاف مستوياتهم المعاشية بالقناعات الفكرية الراقية، التي تجعلهم واعين لنظام الإسلام تمام الوعي، قادرين على شرحه والدفاع عنه، متحمسين لتطبيقه.
وبث هذه القناعات في عقول المسلمين وقلوبهم رهنٌ بتحليل نظام الإسلام المتعلق بشؤون المال - كسباً واستثماراً وإنفاقاً - تحليلاً دقيقاً، وبتفصيله تفصيلاً شاملاً، وبصياغته صياغة ملائمة لأسلوب العصر، وبإبراز كمال