إذا كان قد حان الوقت للعمل بها، وعما تكون نتيجة التبشير حينئذ.
وللمبشر القسيس "زويمر" رئيس إرسالية التبشير في البحرين سَبْقٌ في هذا المضمار، فقد ألف كتاباً سماه "مهد الإسلام"، تحدث فيه عن إرساليات التبشير في الجزيرة العربية، وانتقل بعد هذا إلى ذكر النفقات الجسيمة التي تتكبدها إرساليات التبشير في جزيرة العرب، ومما قاله: إن مرتبات المبشرين والموظفين عندهم وبائعي كتبهم تساوي ثلاثة أضعاف مرتبات أمثالهم في الهند، ومما يخفف أمر هذه النفقات أن المبشرين في بلاد العرب اتخذوا لهم مراكز تمهد لهم سبيل التوغل في داخل الجزيرة.
وكل الإرساليات هناك على اختلاف نزعاتها وأشكالها ومعاهدها الطبية والتهذيبية والأدبية ترمي إلى غاية واحدة، والمرضى يشدون الرحال من أصقاع بعيدة إلى مستشفيات المبشرين في الموصل وبغداد والبصرة والبحرين والشيخ عثمان وعدن. وعندما يرحل الأطباء جائبين البلاد، ينثرون في النفوس بذوراً يمكن للمبشرين وبائعي الكتب أن يحصدوها بعد ذلك، وينمّو غراسها.
والتعليم المدرسي والتربية اللذان يعنى بهما المبشرون قد أسفرا عن نتائج جمة، وأثمرا ثمرات نافعة في الأطفال والمراهقين على السواء.
6- اهتمام المبشرين بالمرأة
عرف المبشرون ماللمرأة من تأثير على الأسرة، وعلى المجتمع كله بوجه عام، فوجَّهوا شطراً كبيراً من أعمالهم التبشيرية إليها.
ولما كانت المرأة المسلمة الملتزمة بآداب الإسلام بعيدة عن الاختلاط في مجتمعات الرجال، اضطر المبشرون أول الأمر أن يضموا إليهم فريقاً من المبشرات اللواتي يحملن مهمة التبشير إلى النساء المسلمات، كما بدا لهم أن يؤسسوا جمعيات نسائية، كجمعية الشابات المسيحيات، وأن يؤسسوا مدارس للبنات