على نسق المدارس التي أسسوها للذكور، وأن يوجهوا عناية لفتح المدارس الداخلية، لأن فرص التأثير فيها أكثر، وأن يشجعوا التعليم المختلط، وأن يفتحوا دوراً خاصة بالطالبات تشرف عليها طائفة من المبشرات، وأن يقيموا الأندية النسائية والمخيمات الكشفية النسائية، ثم ما زالوا يتدرجون في كسر الحواجز بين الذكور والإناث، حتى شاعت المجتمعات المختلطة بين المسلمين والمسلمات بتأثير العدوى والسِّراية.
وصفق المبشرون كثيراً ابتهاجاً وسروراً حينما فتحت المرأة المسلمة أبوابها، ونزعت عنها جلبابها، لأن ذلك قد أتاح لهم كل الفرص الملائمة للتغلغل عن طريقها إلى داخل الأسرة المسلمة كي يبثُّوا ما يريدون بثَّه من تعاليم تمليها عليهم مهمَّاتهم التبشيرية.
يقول نفر من المبشرين: "بما أن الأثر الذي تحدثه الأمّ في أطفالها - ذكوراً وإناثاً- حتى السنة العاشرة من عمرهم بالغ الأهمية، وبما أن النساء هنّ العنصر المحافظ في الدفاع عن العقيدة، فإننا نعتقد أن الهيئات التبشيرية يجب أن تؤكد جانب العمل بين النساء المسلمات، على أنه وسيلة مهمَّة في التعجيل بتحويل البلاد الإسلامية إلى المسيحية".
وفي مؤتمر القاهرة التبشيري الذي عُقد في عام (1906م) قدَّم الأعضاء المبشرات النداء التالي:
".... لا سبيل إلا بجلب النساء المسلمات إلى المسيح. إن عدد النساء المسلمات عظيم جداً.... فكل نشاطٍ مجدٍ للوصول إليهن يجب أن يكون أوسع مما بذل إلى الآن، نحن لا نقترح منظّمات جديدة، ولكن نطلب من كلّ هيئة تبشيرية أن تحمل فرعها النسائي على العمل واضعة نصب عينيها هدفاً جديداً، هو الوصول إلى جميع نساء العالم المسلمات في هذا الجيل..".
وحين سمع القسيس الدكتور "صموئيل زويمر" قطب التبشير الصليبي الشكوى من استعصاء المسلم على المبشرين، وعجزهم عن التأثير في قلبه، أبان في تعقيبه: أنه ليس غرض التبشير التنصير فقط، ولكن أقصى ما يجب على المسلم عمله هو تفريغ القلب المسلم من الإيمان بالله، ثم قرر لهم أن أقصر