طريق لذلك هو اجتذاب الفتاة المسلمة إلى مدارسهم بكل الوسائل الممكنة، لأنها هي التي تتولى عنهم مهمة تحويل المجتمع الإسلامي وسلخه من مقومات دينه.
وقد ابتكر المبشرون وسيلة لتصيّد الفتيات اللاتي يتعرضن لأزمات عاطفية أو عائلية أو اقتصادية، والتأثير عليهن وتبشيرهن، وقد لخّص هذه الوسيلة مؤتمر قسنطينة التبشيري، الذي انعقد في الجزائر بما يلي:
"إن الحاجة الملحة المستعجلة إنما هي إلى إنشاء بيت أو بيوت للفتيات المطلّقات وللأرامل الصغار، ويجب أن لا تكون هذه البيوت مؤسسات كبيرة، بل أماكن يخيم عليها الجو العائلي، ثم تفرق النساء فيها حسب أحوالهن وحاجاتهن، وكذلك مُكثُ هؤلاء النسوة في تلك البيوت يجب أن يطول أو يقصر حسب المقتضيات الشخصية لكل واحدة منهن....
وأخيراً نرى أن أمثال هؤلاء النسوة يكُنّ في أثناء مكثهن في هذه البيوت تحت تأثير الإنجيل، ثم إننا نختار منهم أولئك اللواتي يرجى أن يُمرّنّ أكثر من غيرهنّ، ليكنّ بدورهنّ مبشرات بين قومهنّ. ولقد اعتنق الإفرنسيون أيضاً هذا الرأي في التبشير بين النساء".
وهكذا تتنوع أساليب المبشرين، وتتعدد وسائلهم، ولا تعدو جميعها أن تكون فخاخاً للصيد، والذي يؤسف له أن التبشير ليس له غاية في ذاته، لأنه لا يدعو إلى حق تدعمه الأدلة العقلية أو الأدلة العلمية، إنما يدعو إلى دين دخل التحريف والتبديل إلى أصوله الكبرى، ولا يستمسك أتباعه به إلا بدوافع التعصب الأعمى، ومعظم أهداف التبشير تتجه أخيراً إلى تحقيق أهداف الدول الاستعمارية الطامعة بديار المسلمين وبخيراتهم.
7- يتخوف المبشرون من الإسلام أكثر مما يتخوفون من أية قوة أخرى
لقد كان جميلاً بالمبشرين وهم يدعون أنهم أنصار رسالة سماوية أن يتآزروا مع المسلمين لمحاربة الإلحاد بالله، ولنشر الخير والفضيلة بين الشعوب،