responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 720
أو لا تسترها، وجرائم عدوانية وحشية ترافقها، وقد اكتوى العالم الإسلامي وما زال يكتوي بنيران قوى التسلط عليه، المباشر أو غير المباشر،من المعسكرين الغربي والشرقي، ضمن البواعث الشخصية الأنانية التي سبق ذكرها بشكل مجمل، وفيما يلي شرح هذه البواعث:

1- الرغبة بإشباع الشهوة إلى الحكم والسلطان:
وقد تكون الشهوة إلى الحكم والسلطان غريزة في معظم النفوس الإنسانية، ومن الثابت أنها لدى بعض القياديين نامية جداً وموجهة لمعظم أعمالهم، وهذه الغريزة من أقوى الغرائز ذات الأثر التاريخي العام، بما فيها من جموح وطموح لا يحققان وجودهما إلا بإخضاع الآخرين، والتغلب عليهم في ميادين الصراع والسبق والتنافس، إلا أن لها ما يكبح جماحها، ويقيدها بقيود خلقية كريمة، كما أن لها صوارف تصرفها وتحولها إلى ميادين تنافس لا مزاحمة فيها، لأنها تتسع لكل متسابق كريم طالب للمجد.

لكنها حينما تترك دون قيد يقيدها أو صارف يصرفها فإنها ربما تغدو أخطر باعث مدمر للكون، مهلك للحرث والنسل، موصل إلى ادعاء الربوبية، إذا تهيأت لها الأسباب المساعدة على ذلك.

وأعظم القيود التي تكبح جماحها قيود الإيمان بالله، ومخافة عقابه وانتقامه، ورجاء فضله وإنعامه، أما الصوارف التي تصرفها فيأتي في مقدمتها توقع مسؤوليتها الكبرى، التي تُلقى على صاحب السلطان، وملاحظة أعبائها الجسام التي ينوء بحملها أفذاذ الرجال، والزهدُ بما في السلطان من منافع ذاتية دنيوية، أو جاهٍ عريض، أمام عظم المسؤولية، وثقل الأعباء، وبذلك فقد تضطر الأمة إلى أن تدفع الصالحين للحكم إلى سدته دفعاً، دون أن يكونوا شرهين له، جامحين إليه، يقاتلون الناس جميعاً - لو استطاعوا - من أجل اعتلاء سدته.

ولهذه الصوارف الدينية قوة على نقل ما في النفوس من طمع بمظاهر الحكم والسلطان، إلى الطمع بالتزود من المعارف والتسابق فيها، أو الطمع

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 720
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست