ب- خطة التخلص من عناصر القوة التي يخشونها ولو بوسيلة جريمة من جرائم القتل المباشر أو غير المباشر. وهذه الخطة الإجرامية قد لا تظفرهم بما يريدون. وربما كانت سبباً في إضعاف قوتهم أمام أعدائهم أو أعداء شعوبهم وبلادهم.
ج- خطة التخلص منهم بإبعادهم عن مركز السلطان إبعاداً مادياً أو معنوياً.
د- خطة شغلهم بإثارة فتن وإقامة حروب آثمة ظالمة وإطلاق أيديهم في البلاد التي يغزونها إرضاءً لغرورهم ومطامعهم وإبعاداً لهم عن جو الاستقرار الذي قد يفكرون فيه بانتزاع السلطان، وإذا كانت هذه الفكرة دائرة في رؤوسهم فإن هذا الإبعاد يساعد على تأجيل التفكير بمحاولات تنفيذها. وهنا تقع ظروف جرائم العدوان على الشعوب الآمنة التي لا جرم لها. كما أنه ليس للذين يريدون غزوها هدف مثالي كريم؛ وإنما أراد حكام هؤلاء الغزاة التخلص من القوى التي تحت أيديهم؛ والتي يخشون منها على سلطانهم.
وكم تعرضت شعوب كثيرة في التاريخ القديم والحديث إلى غزو مجرمين من هذا النوع، ونالتهم منهم مصائب وآلام كثيرة، دون هدف مثالي كريم. وكم قوضت بهم حضارات وظلمت بهم مبادئ إنسانية عظيمة وهدمت بهم أركان ديانات سماوية صحيحة فيها الخير والسعادة للناس , واضطهد معتنقوها اضطهاداً شنيعاً.
9- بواعث متفرقة أخرى
ومن البواعث النفسية الجاهلية التي تدفع مجرمي التسلط المادي غير المقدس، إلى العدوان على غيرهم من الأمم والشعوب مجموعة رعونات فكرية ونفسية طائشة تدل على مبلغ السذاجة الفكرية والنفسية والبدائية الاجتماعية المتخلفة تخلفاً حضارياً شائناً مهما كانت تتمتع بالمظاهر المدنية الفخمة لأن المظاهر المدنية ليست هي التي تصنع الحضارات الراقية، وإنما تصنعها المبادئ الفكرية السليمة والتعاليم الخلقية العظيمة.