المدارس تسمّى بالإضافة إلى التبشير: (دقَّ الإسفين) وكانت على الحقيقة كذلك في إدخال الإنجيل إلى مناطق كثيرة لم يكن بالإمكان أن يصل إليها الإنجيل أو المبشرون من طريق آخر".
ويرى بعض المبشرين: "أن المدارس قوة لجعل الناشئين تحت تأثير التعليم المسيحي أكثر من كل قوة أخرى، ثم إن هذا التأثير يستمر حتى يشمل أولئك الذين سيصبحون في يوم ما قادة في أوطانهم".
ونلمح في هذا الغرض السياسي الذي ظهرت آثاره فيما بعد،إذ تسلَّم القيادة السياسية في بلاد كثيرة من بلاد المسلمين، من تخرَّجوا عل أيدي المبشرين وحملوا في نفوسهم ما أراد المبشرون أن يحملوه،وأخذوا يطبقون المناهج والخطط الدراسية التي تخدم ما حملوه في نفوسهم من نفثات أعداء الإسلام والمسلمين.
ولم يكن في استطاعة السياسة التعليمية عند المبشرين أن تتسامح في أمر يمسّ هدف التبشير، فلم يكن في استطاعتها أن تقبل في مدارسها معلمين من المسلمين لأبناء المسلمين الذين يفدون إليها، مهما كانت قدرتهم العلمية وكفاءتهم التعليمية، لأن قبول مثل هؤلاء المعلمين يعتبر من وجهة نظر المبشرين مؤثراً على الأهداف التبشيرية، ولئن قبلت بعض المعلمين من المسلمين فلغرض التمويه، وإخفاء التعصب ضدّهم.
عهد مؤتمر القدس التبشيري الذي انعقد في نيسان سنة (1935م) إلى المبشر "هـ دانبي" بأن يضع كتاباً توجيهياً، يتضمن ما وصل إليه المؤتمرون من الملاحظات والآراء، فوضع هذا الكتاب الذي عُهد به إليه،وقد جاء فيه ما يلي:
"ثم يتسع الشك على كل حال حينما نأتي إلى استخدام معلم غير مسيحي ليعلم موضوعات لا نجد لتعليمها معلماً مسيحياً، أجل: إن البراعة في التعليم