responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 84
من البلاد التي استعمرتها حقبة من الزمن، تحت ستار بعض الشعارات الإصلاحية، التي كانت تزعم أنها تهدف إليها.
إن نظرة سريعة إلى واقع حال الجزيرة العربية التي انطلق منها الفاتحون المسلمون من العرب، تكشف أن مدن هذه الجزيرة قد بقيت أكثر البلاد الإسلامية فقراً، وتخلفاً عن مظاهر الغنى والتقدم العمراني، حتى قبيل منتصف القرن العشرين وظهور البترول فيها هو الذي جعلها تبدأ في مسايرة التقدم العمراني.

بينما نشاهد الآثار العربية الإسلامية العظيمة، التي تكشف للأجيال صورة تقدم الحضارة الإسلامية الباهرة، موجودة في معظم المدن الواقعة خارج حدود الأرض التي انطلق منها الفاتحون من العرب والمسلمين.

ففي الشام والعراق وإيران وتركيا والهند ومصر والمغرب والأندلس، وغيرها من الأقطار التي فتحها العرب المسلمون،آثار باهرة عظيمة، تشهد للفتح الإسلامي بظاهرة التقدم المدني الحضاري،أما مكة والمدينة وسائر مدن وقرى الجزيرة فقد بقيت على حالها، لم تلبس لباس أصغر المدن الأخرى التي عمرها الفاتحون المسلمون من العرب.

فلو كانت الغاية من الفتح غاية عربية لا إسلامية، لاستطاع الفاتحون العرب بكل سهولة أن ينقلوا الأموال الكثيرة التي كانت تتدفق عليهم من أقطار الأرض إلى داخل جزيرتهم، ويجعلوها صورة رائعة لمملكة عربية ذات مجد تليد، كما فعل بعض أجدادهم حينما ظفروا بملك صغير في بعض المناطق العربية، كتدمر والحيرة.

ولكنها الحقيقة التاريخية الخالدة، التي لا تغيرها أوهام المحرفين لحقائق التاريخ، وهي أن الفتح قد كان فتحاً إسلامياً بحتاً، ومن أجل ذلك استقبلته شعوب الأرض استقبال الأرض الظامئة للسحاب المثقلات بالخصب والخير الكثير، ومن أجل ذلك انصهرت شعوب كثيرة في لغة الفاتحين، وهجرت لغاتها الأولى.

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست