[المبحث الثالث الكتب والرسائل]
المبحث الثالث
الكتب والرسائل بعد أن أدت تلك السرايا والغزوات دورا هامًّا في إظهار قوة المسلمين، وإرهاب أعدائهم، والقضاء على صناديد الكفر والطغيان، جاءت الكتب والرسائل بعد صلح الحديبية، لتؤدِّي دورًا في نقل الدعوة إلى خارج محيط العرب ولتكون وسيلة هامة لإسماع الناس نبأ الدعوة، وقد كان بعضهم يجهلها مثل كسرى، وبعضهم ينتظرها مثل قيصر [1] فجاءت هذه الوسيلة بعد أن أصبحت دولة الإسلام أقوى دولة في محيطها، بعد أن هادنتها قريش، لذا اشتملت بعض هذه الرسائل على التهديد بزوال الملك لمن لم يدخل في الإسلام [2] .
جاء ذكر هذه الوسيلة في كثير من كتب السير والسنن [3] وسأكتفي بما ورد في الصحيحين، فقد روى مسلم عن أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي، وإلى كل جبار، يدعوهم إلى الله تعالى» [4] . [1] انظر: صالح الشامي، من معين السيرة ص 362. [2] انظر: محمد زكي الدين محمد قاسم، الدعوة إلى الله فقهًا ومنهجًا، ص 286. [3] انظر: ابن هشام، السيرة النبوية، 3 / 188، وانظر: ابن قيم الجوزية، زاد المعاد 3 / 688، 697. [4] صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الله (ك 22 ح 1744) 3 / 1397.