ناعوس [1] . البحر، قال: فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام، قال: فبايعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعلى قومك "، قال: وعلى قومي» [2] .
ولما كانت النفوس غالبًا لا تقبل الحق إلا بما تستعين به من حظوظها التي هي محتاجة إليها [3] كان صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته بالترغيب تارة، وبالترهيب أخرى، وذلك لما فيهما من صلاح للقلوب فترغب فيما ينفعها، وترهب مما يضرها [4] قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ - وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأنعام: 48 - 49] [5] فالترغيب والترهيب من مهام الرسل وأساليبهم في الدعوة قال تعالى واصفا نبيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا - وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45 - 46] [6] . يقول الفخر الرازي: " فيه ترتيب حسن، وذلك من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل شاهدًا بقول لا إله إلا الله، ويرغب في ذلك بالبشارة، فإن لم يكف ذلك يرهب بالإنذار " [7] .
فالترغيب يكون بالبشارة بالخير، وتيسير طرقه، والإعانة عليه، والترغيب [1] وفي سائر الروايات " قاموس البحر " وهو وسطه ولجته، ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر 5 / 81. [2] مسلم، صحيح مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، (ك 7 ح 868) 2 / 593. [3] انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى 28 / 366. [4] انظر: ابن تيمية (المرجع السابق) ، 10 / 95. [5] سورة الأنعام، الآيتان: 48، 49. [6] سورة الأحزاب، الآيتان: 45، 46. [7] الفخر الرازي، التفسير الكبير 25 / 216، 217.