فيه بكل ممكن [1] يدل على ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب» [2] ففي هذه البشارة ترغيب لخديجة رضي الله عنها بمزيد من العمل الصالح، وفيها بيان فضلها لسبقها نساء الأمة إلى الإيمان، فسنت ذلك لكل من آمنت بعدها [3] .
ومن ذلك حثُّه صلى الله عليه وسلم صحابته على الصبر، وتبشيرهم بالتمكين لهم في الأرض بقوله: «والله ليتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله» [4] .
ومما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يعرض دعوته بأسلوب البشارة ما رواه الإمام أحمد بسند صحيح «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الناس في ذي المجاز: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» [5] وفي هذا بشارة بالفلاح لمن آمن [1] ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 28 / 369. [2] البخاري، صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله عنها، (ك 66 ح 3609) 3 / 1389. [3] انظر: ابن حجر، فتح الباري 7 / 517. [4] البخاري، صحيح البخاري، كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (ك 93 ح 6544) 6 / 2546. [5] أحمد بن حنبل، المسند ح (16003) ، 3 / 647.