(قولهم حيث إن محمدا بلغ القرآن ومات، فعند نزول آخر آية من القرآن انتهت رسالة محمد، وسقطت عنه حقوق الرسالة. وهذا معنى تسميته "طارشا"، ومعناه عندهم "مرسل جاء برسالة فبلغها وذهب" فلا علاقة للناس فيه، والالتفات إليه شرك) [1].
ويكذب مرة أخرى فيقول: (قولهم- أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه- أن الله أرسل محمدا وأنزل عليه القرآن ليبلغه للناس، وما أذن له أن يشرع للناس أشياء من عنده، فالدين كله في القرآن، وكل ما جاء به الحديث ويسميه المسلمون سنة واجبة فهو باطل، ولا يجوز التعبد والعمل به) [2].
واستحدث محسن الأمين العاملي للفرية وجها آخر- عدا ما نقله عن صاحب "خلاصة الكلام"- فذكر أن اعتقاد "الوهابيين" في ضريح المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه صنم من الأصنام، ووثن من الأوثان بل هو الصنم الأكبر والوثن الأعظم) [3].
وتلقف صاحب "سعادة الدارين" ما افتراه علوي الحداد[4] وكذا يوسف النبهاني تلقف كلام دحلان، وسود به صحائف كتابه الذي أسماه "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق"[5].
وأنشد أحدهم شعرأ في هذه الفرية فقال:
يا محرقا روض الرياحين الذي ... يحكي حكاي الصالحين الزهد
يا مفتيا بخراب قبة أحمد ... كنز العلوم الهاشمي السيد6
وقدم حسن خزبك هذه الفرية بأسلوب آخر، وذلك في كتابه "المقالات الوفية" فقال عن الشيخ:
(وكذا تنقيصه الرسل والأنبياء وهدم قببهم.. ومنعه من قراءة خبر مولد النبي صلى الله عليه وسلم وضرب رقاب من يناجي في المنارة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) [7].
ثم جاء محمد نجيب سوقية، فسطر هذه الفرية بأسلوب يتظاهر فيه بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال: [1] مختار أحمد المؤيد، "جلاء الأوهام"، ص 6-8. [2] مختار أحمد المؤيد، "جلاء الأوهام"، ص 6-8. [3] انظر: كتاب "كشف الارتياب" ص 139. [4] انظر: إبراهيم السمنودي، "سعادة الدارين"، 1/44، 53. [5] انظر: "شواهد الحق" ص 41.
6 منظومة في الطعن على الشيخ الإمام، المكتبة السعودية، ق 2. [7] ص188.