وأظن أننا بحاجة في هذا الوقت بالذات إلى علماء ودعاة وشباب يحملون راية (الأمة الواحدة) ، يصبرون على هذا الطريق مهما استحكمت الأزمات وترادفت الضوائق، قد وطنوا أنفسهم على احتمال المكاره ومواجهة الأعباء مهما ثقلت، وقد أدركوا أن (النعيم لا يدرك بالنعيم، والنار تحرق وتنضج، وحيث يوجد النور يوجد الدخان، ولا ينال الخبز حتى يسيل العرق ويعظم الجهد والنصب والأرق، والسم أحيانًا يعمل عمل الترياق، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر، ودون الشهد إبر النحل، ومن رام اللآلئ زج بنفسه البحر، واللآلئ تُحطّم لترفع في التاج والنحر، وما العز إلا تحت ثوب الكد، نعيم الأشواق بعد ذوق مر الأخطار في القفار، بقدر العنى تُنال المنى، ولا يُدرك الشرف إلا بالكلف، لن يدرك البطال منازل الأبطال، وعند تقلب الأحوال يُعرف الرجال، والسيل حرب للمكان العالي، لا تطلب السلعة الغالية بالثمن التافه
إن كنت تبغي المجد يومًا فانصب ... والمجد لا يُشرى بقول كاذب
ولذة الراحة لا تنال بالراحة، والجنة حفت بالمكاره، ولا يدرك السادة من لزم الوسادة، والموت في سبيل الله سعادة وشهادة.
جهاد المؤمنين لهم حياة ... ألا إن الحياة هي الجهاد
(1)
(1) الشيخ علي القرني، من شريط النعيم لا يدرك بالنعيم.