عجباً! أهو إشراف رقابة من بعيد؟ كلا، إنه إشراف ملابس متغلغل من واهب الحياة ومسير الأحياء فى البر والبحر.
وزادت المعانى تداعياً: لكن هذه الأرض ليست حكراً لنا وحدنا. إن أصنافاً أخرى من الخلائق تعيش فوقها زاحفة أو طائرة لها أرزاقها ومساربها، ومستقرها ومستودعها، ويقظتها ومنامها.
.. والعناية المحيطة تمد أجنحتها لتشمل ما نرى وما لا نرى من ذلك كله، ثم ما عالم الجماد فى هذه الكرة المعلقة الطائرة فى جو السماء؟
إن أغلب سطحها ماء مشحون بعوالم أخرى! ومن تحت الماء وحوله يابسة تختفى فى قشرتها معادن خسيسة وكريمة..!!
ترى بالضبط أين البترول الذى ينقبون عنه ولا يهتدون إليه؟ وأين الذهب الذى تهيج له أعصاب، وتتحلب له أفواه؟ إن الله وحده هو الذى يدرى..
وتحت القشرة الباردة وما ضمت من رطب ويابس توجد نار مستعرة، وباطن ملتهب، ما هذا كله؟
وعدت إلى نفسى وأنا فى هذه الجولة الفكرية لأتساءل: ثم ما نحن فى هذا العالم الكبير؟
وسمعت الإجابة على هذا السؤال من رائد الفضاء الأمريكى الذى يقول:
".. عندما وقع علي الاختيار لبرنامج الفضاء، كان بين أوائل الأشياء التى أعطيت لى كتيب صغير يحوى الكثير من المعلومات عن الفضاء، وكان بين محتوياته فقرتان تنطقان بضخامة الكون أثرتا في تأثيراً بالغاً..
" ولكى ندرك هاتين الفقرتين يجب أن نعرف أولاً ما هى السنة الضوئية: إن الضوء يسير بسرعة تبلغ 300 ألف كيلو متر فى الثانية ـ أى ما يعادل الدوران حول الأرض حوالى سبع مرات فى الثانية ـ فإذا أطلقت هذا الشعاع من الضوء وجعلته يستمر لمدة عام فإن المسافة التى يقطعها ـ وتبلغ حوالى 9.5 مليون مليون كيلو تر ـ هى السنة الضوئية!..