وقد أعقب هذا " الجهل الإلهى " قلق غريب، فإن الله يبدو وكأن ملكه مهدد بهذا التمرد الآدمى.
لقد أكل آدم من الشجرة ـ شجرة المعرفة ـ وارتفع بهذا العصيان إلى مصاف الآلهة فقد أدرك الخير والشر، وكان الرب عندما خلقه حريصاً على بقائه جاهلاً بهما.
ومن يدرى ربما ازداد تمرده وأكل من شجرة الخلد وظفر بالخلود، إنه عندئذ سوف ينازع الله حقه، إذن فليطرد قبل استفحال أمره.
جاء فى العهد القديم:
" وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التى أخذ منها، وطرد الإنسان وأقام شرقى جنة عدن الكروييم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة " (التكوين: الاصحاح الثالث)
لكن سيرة آدم وأبنائه على ظهر الأرض لم تكن مرضية لله. إن منهجه فى الحياة ضل بالآثام والمتاعب، ولم يكن الله حين خلقه يعرف أنه سيكون شريراً إلى هذا الحد، لقد فوجئ بما وقع، ومن أجل ذلك حزن الرب وتأسف فى قلبه أن خلق آدم وأبناء آدم.. قال العهد القديم:
" فحزن الرب أنه عمل الإنسان، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان الذى خلقته،.. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء، لأنى حزنت أنى عملتهم.." (التكوين: الاصحاح السادس)
الحق أننى أدهش كل الدهشة للطفولة الغريرة التى تضح من هذا الحديث الخرافى عن الله جل جلاله.
إن الإله فى هذه السياقات الصبيانية كائن قاصر.. متقلب.. ضعيف.