حتى الفلاسفة الذين قد يستسيغون من غير المعقول ما هو قريب من دوائر المعقولات، لم يستسيغوا ادعاآته.
فمغالطته هنا ترجع إلى ما يلي:
1- إهمال حقائق فكرية إهمالاً يشعر ببطلانها.
2- ادّعاءات غير مقترنة بأي دليل عقلي أو علمي.
3- طمس الأدلة العقلية والعلمية التي تُسقِط ادعاءاته وتخيلاته وتخريفاته، وتثبت وجود الرب الخالق وصفاته العظمى.
4- حصر النظر بجانب جزئي واحد، هو جانب مدلول كلمة "وجود" فقط، وإقامة الحجب الكثيفة دون غير ذلك من حقائق، وإلْقَاء الغشاوات الإيهامية على أفكار من يستجيب له، حتى لا يفكر تفكيراً سليماً يهديه إلى الحق.
الكاشف الثاني: لقد ألغى الإمكان في الأشياء الموجودة، رغم أن الإمكان قائم في كل شيء من هذا العالم المشهود.
وبسبب صفة الإمكان فيه يتصرف الناس ضمن قدراتهم الذهنية والعملية بالتغيير والتبديل، والاختراع والابتكار، وكل وجوه الصناعات، والعمران والهدم. ولولا صفة الإمكان فيه لم يحدث شيء من ذلك.
لولا صفة الإمكان في قطعة الحديد الموجودة في الأرض، ما استطاع الصانع أن يصنع منها سكيناً، أو سيفاًَ، أو دولاباً في آلة، أو مسماراً، أو غير ذلك.
ولولا صفة الإمكان في الصخر، ما قطّعه الإنسان وبنى منه القصر.
هذه بدهيّة، ومع ذلك ادّعى "سارتر" نقيضها، ادعاءً فقط، بدون دليل ولا تعليل.
وزعم أن الشيء يوجد أولاً، ثمّ يصنع الشعور الإنساني له ماهيته.