اتجه واضعو المذاهب الاقتصادية المتباينة من الناس اتجاهين متباعدين متضادين، بينهما وسط متروك هو شريعة الله للناس.
وهذا الوسط المتروك قد يلاحظ فيه أجزاء أخذ بها أصحاب هذا الاتجاه، وأجزاء أخرى أخذ بها أصحاب الاتجاه الآخر، ولكن فيه عناصر لم يأخذ بها هؤلاء ولا هؤلاء.
فالإسلام بينها كالإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم، وهي كبعض الوحوش المحتالة أو الكاسرة.
وقد ظهرت الاشتراكيات في العالم الغربي بنظرتها الجماعية المسرفة في غلوها، رد فعلٍ للطغيان الفردي، الذي كان من مظاهره في التاريخ الاسترقاق فالإقطاع فالرأسمالية المسرفة الطاغية.
(2)
واقع حال المسلمين اليوم
واقع حال الأنظمة الاقتصادية في بلدان العالم الإسلامي اليوم، واقع يتخبط بين مواريثه ووافدات الأنظمة المتباينة، فهو خليط ملفّق من أنظمة