responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 296
الميادين التي عني كل منهما بفتحصها، وأخذ الكتاب والمتفلسفون يعيدون البحث في النظم البشرية تماما كما كانوا يفعلون بالنسبة إلى الأشياء غير البشرية، وهم في تصرفهم هذا كانوا يسلمون بأن الإنسان جزء من الطبيعة وليس كائنا منفصلا عن بقية المخلوقات, أوجدته العناية الإلهية وتولت رعايته.
"وأصبح البحث ينصب على تفسير النتائج والأسباب بالنسبة إلى السلوك البشري -سواء أكان مرغوبا فيها أم غير مرغوب- عن طريق قوانين الطبيعة، بدلا من البحث عنها في إرادة الله كما قالت الكتب المقدسة أو المذاهب الكنسية، ومعنى هذا -بتعبير آخر- أن علينا أن نسترشد في أعمالنا وتصرفاتنا بالعقل دون سلطة القدامى".
"وصار لزاما على الذين نبذوا الإيمان بالله كلية أن يبحثوا عن بديل لذلك ووجدوه في الطبيعة، أما الذين ظلوا على استمساكهم بالدين ولو باللسان -وإن لم كن في الواقع كما هو أغلبهم- فقد اعتقدوا أن الله يعبر عن إرادته عن طريق الطبيعة وقوانينها، وليس بوسيلة مباشرة، وبذلك لم تعد الطبيعة مجرد شيء له وجود فحسب، وإنما هو شيء ينبغي أن يطاع، وصارت مخالفتها دليلا على نقص التقوى والأخلاق".
ويقول كورنفورث "ج2 ص107" من الترجمة العربية لكتاب أصول الفلسفة الماركسية":
"ومع ظهور البرجوازية برزت أفكار دينية وفلسفية جديدة، ففي مجال الدين بدأ التأكيد على ضمير الفرد وعلاقة الفرد المباشرة بالله، ودعا الفلاسفة إلى سيادة العلم والعقل، ومن هذه الزاوية أخضعوا الأفكار الإقطاعية للنقد المدمر، ودرسوا من جديد أسس المعرفة، وحاولوا أن يبينوا كيف يمكن توسيع المعرفة ووضع الإنسانية في طريق التقدم، وكانوا في ذلك يخدمون البرجوازية الجديدة في التخلص من الإقطاع ودعم الرأسمالية".
ولكن البرجوازية أحست بأن نبذها للدين خطر عليها فعادت إلى احتضان الدين وتسخيره لمصالحها.
يقول كورنفورث "ج2، ص107, 108 من الترجمة العربية":
"ولهذا رأينا البرجوازية حينما شعرت بالتهديد، أعادت الدين عن قصد وتبنته -بعد أن سخرته لخدمة حاجاتها- فقوته ودعمته وجعلته جزءا

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست