responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 427
فالله هو الذي خلق الكون والحياة والإنسان، وخلق عالم الدنيا والآخرة، وبيده مصائر البشر، وكل شيء بيديه، فحين تتجه إليه النفس، فإنها تتجه إلى حب الباقي الخالد.
وبذلك تتوحّد قوى النفس، ولا تتمزّق هنا وهناك، في مشاعر الحب، وتتجمّع ضمن الكيان الموحّد الذي تخاطبه الصورة أيضا.
وفي وحدة النفس، ووحدة الكيان، ووحدة الاتجاه نحو الله، قوة للإنسان في الحياة، لأنّ أهداف الحياة محددة، والوسائل مرسومة، والمشاعر مضبوطة.
وهناك شعور «الكره» أيضا يقابل شعور الحب. والصورة تخاطب هذا الشعور وتحرّكه، وتبعثه، لتضعه في إطاره الصحيح في كره الشر، مجسّما في صورة «الشيطان».
فالشيطان هو عدو الإنسان، وهو المسئول عن إغوائه وإغرائه، كي ينحرف ويضل.
وكما توحّدت مشاعر الحب في «حب الله» تتوحّد مشاعر الكره «في بغض الشيطان وكرهه» فهو الذي يوسوس للإنسان بالأفكار الشريرة، والأعمال الفاسدة المضرّة.
لذا فإن النفس يجب أن تكون يقظة من وساوس الشيطان، حذرة من أساليبه. لأن الحرب قائمة بين الإنسان والشيطان منذ ولادته وإلى يوم القيامة.
وقد عرض القرآن صورة العداوة بين الإنسان والشيطان في القرآن الكريم في أثناء خلقه لآدم وأمره الملائكة بالسجود له، ورفض الشيطان أن يسجد لآدم. .. ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ، قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ... الأعراف: من 11 - 12.
فهذه صورة غيبية، بعناصرها، وحوارها، وزمانها، ومكانها، وقد أطلع الله الإنسان عليها لحكمة أو غاية تربوية، ليوضح له عدوّه الأول، وطريقته في الإغواء والإضلال، ليكون على حذر من أساليبه الملتوية، ووساوسه الخفيّة.
فالشيطان يدفع الإنسان في طريق الشرّ، لأنه عدو له، ويبعده عن طريق الخير، والإنسان فيه الاستعداد للخير والشر، والطاعة والعصيان، والهدى والغواية، والصواب والخطيئة.
والشيطان يغري الإنسان حتى يخضعه لشروره وغوايته، ووسوسته داخلية خفيّة، لا نعرف كيفيتها، ولكننا ندرك آثارها في النفس، فهو مصدر الشر، لذا فإنه يستحق مشاعر الكره

نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست