responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 144
تدل الأساليب الصحيحة والاستعمال العربى الصراح على أن العبادة ضرب من الخضوع بالغ حد النهاية. ناشئ عن استشعار القلب عظمة للمعبود لا يعرف منشأها، واعتقاده بسلطة له لا يدرك كنهها وماهيتها، وقصارى ما يعرفه منها أنها محيطة به ولكنها فوق إدراكه.
للعبادة صور كثيرة فى كل دين من الأديان شرعت لتذكير الإنسان بذلك الشعور بالسّلطان الإلهى الأعلى الذى هو روح العبادة وسرها. ولكل عبادة من العبادات الصحيحة أثر فى تقويم أخلاق القائم بها وتهذيب نفسه، والأثر إنما يكون عن ذلك الروح والشعور الذى قلنا إنه منشأ التعظيم والخضوع، فإذا وجدت صورة العبادة خالية من هذا المعنى لم تكن عبادة. كما أن صورة الإنسان وتمثاله ليس إنسانا" [1].
هذا أقوله ملخصا وهو كلام بديع كما ترى يجعل حقيقة العبادة مبعث التعظيم فى القلب لا صورتها التى تمثّلها الجوارح.
والاستعانة: طلب المعونة لإزالة العجز، والمساعدة على إتمام ما يعجز المستعين عن أدائه أو إتمامه بنفسه. وهى فى الأمور العادية التى تدخل فى حيّز قدرة الإنسان وتصرّفه جائزة بين الناس، بل هى من القربات التى يتقرّب بها المرء إلى الله تبارك وتعالى." والله فى عون العبد، ما كان العبد فى عون أخيه" [2]، لأنها من الأسباب المشروعة المسنونة لإتمام الأعمال وأدائها.
وذلك بخلاف الاستعانة فى الأمور الخاصّة بالله تبارك وتعالى والتى لا يصح أن تطلب من أحد سواه وهى ما يجاوز حد القدرة البشرية كطلب الشفاء بعد استخدام الدواء، وكطلب النصر على الأعداء بعد إعداد العدة وبذل المستطاع، وكالاستعاذة بالله من الجوائح والآفات وصنوف البلاء إلى غير ذلك مما هو فى يد الله وحده ولا يقدر عليه إلا مدبّر الأمر فى الأرض وفى السماء.

[1] انظر: تفسير المنار (1/ 56، 57) بتصرف.
[2] رواه أحمد (2/ 497، 535) ومسلم (2699) والترمذى (1425) و (1930) وأبو داود (4946) وابن ماجة (225) والنسائى فى" الكبرى" (7285) والبيهقى فى" الشعب" (1695) وابن أبى شيبة (6/ 247) والحاكم (4/ 425) عن أبى هريرة رضى الله عنه.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست