|
||||
| نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 369 | ||||
|
تلك المكتشفات التى نوهت بها آنفا قد كشفت اللثام عن الظنيات التى بدأت تفضحها الكتب الحديثة، وبذلك يدخل العلم نفسه فى دور من الفوضى كانوا يظنون أنه قد سلم منه إلى الآن، وأصبحنا نرى أصولا كان يظن أنها ذات قاعدة رياضية محققة فصارت موضوع النزاع بين العلماء الذين من وظائفهم تعليمها والدفاع عنها». ثم أورد بعد ذلك عدة شواهد على قوله هذا من كلام (هنرى بوانكاريه)، و (إميل بيكار)، و (ماتش)، و (لوسيان بوانكاريه) ختمها بقول الأخير: «فالآراء التى كانت تظهر لمن سبقنا كأنها تأسست تأسيسا ثابتا صارت اليوم لدينا موضوعا للمناقشة، وقد رفض اليوم على وجه تام الرأى القائل بأن كل الظواهر الطبيعية تقبل تفسيرا ميكانيكيا، فإن أصول علم الميكانيكا نفسه صارت مشكوكا فيها، وقد شوهدت حوادث جديدة زعزعت عقائدنا المتعلقة بالقيمة المطلقة للنواميس التى اعتبرت أساسية إلى اليوم». ثم قال بعد ذلك: «من حسن الحظ أنه لا شىء أكثر ملاءمة للترقى العلمى من هذه الفوضى، فالوجود مفعم بمجهولات لا نراها، والحجاب الذى يحجبه عنه منسوخ غالبا من الآراء الضالة أو الناقصة التى توجبها علينا تقاليد العلم الرسمى وأشد الأشياء خطرا على تقدم العقل الإنسانى هو تقديم الظنيات للقراء لابسة حلل الحقائق المقررة على نحو ما تفعله كتب التعليم، والتطاول لوضع تخوم للعلم ورسم حدود لما تمكن معرفته كما كان يود ذلك (أجوست كونت) اه. 2 - حتى (دارون) نفسه وقد فتن مذهبه كثيرا من الأغرار بين أن غاية نجاحه العلمى لم يتعد بعض التفسيرات فى أصل الأنواع، وقد كتب فى هذا المعنى إلى صديقه المستر (هيات) فقال: «اسمح لى أن أضيف إلى هذا: بأنى لست من قلة العقل بحيث أتصور أن نجاحى يتعدى رسم دوائر واسعة لبيان أصل الأنواع». 3 - ومن كلام (وليم جيمس) [1] الأستاذ بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة: «إن علمنا ليس إلا نقطة، ولكن جهلنا بحر زاخر. والأمر الوحيد الذى يمكن أن يقال بشيء من التأكيد هو: أن عالم معارفنا الطبيعية الحالية محاط بعالم أوسع منه من نوع آخر لم تدرك خواصه المكونة له إلى اليوم». [1] فيلسوف أمريكى ولد فى نيويورك سنة 1842 م، وتوفى سنة 1910 م، أحد مؤسسى مذهب (البراغماتية) القائل بأن الحقيقة لا قيمة لها ما لم تؤثر فى الواقع. المصدر السابق ص 210. |
||||
| نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 369 | ||||
|
www.eShia.ir