نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 370
4 - وقال الأستاذ (وليم كروكس) الإنجليزى فى خطبة له فى مجمع العلوم: «متى امتحنا من قرب بعض النتائج العادية للظواهر الطبيعية لم نبدأ بإدراج إلى أى حد تحصر هذه النتائج أو النواميس كما نسميها فى دائرة نواميس أخرى ليس لنهايتها أقل علم عندنا. أما أنا فإن تركى لرأس مالى العلمى الوهمى قد بلغ حدا بعيدا فقد تقبض عندى هذا النسيج العنكبوتي للعلم كما عبر عن ذلك بعض المؤلفين إلى حد أنه لم تبق منه إلا كرة صغيرة تكاد لا تدرك».
وقال (كاميل فلامريون) فى كتابه (المجهول): «ترانا نفكر ولكن ما هو الفكر؟ لا يستطيع أحدنا أن يجيب على هذا السؤال، وترانا نمشى ولكن ما هو العمل العضلى؟
لا يعرف أحد ذلك، بل كيف ينقل العصب البصرى الصور الخارجية إلى الفكر؟ وقل لى: كيف يدرك هذا الفكر؟ وأين مستقره؟ وما هى طبيعة العمل المخى؟ أستطيع أن أسأل عشر سنين ولا تستطيع أكبر رأس فيكم (يقصد العلماء الكونيين) أن يجيب على أحقر أسئلتى».
وقال الفيلسوف (أندريه كريسون) فى كتابه (قواعد الفلسفة): «العلم لا يعطينا عن الوجود فى مجموعه إلا معارف مبهمة للغاية فإننا لا نعلم البدء الحقيقى للنجوم، ولا للكواكب التى تحيط بالشموس البعيدة، فإبداء فرض والحالة هذه على تركيب مجموع الكون لا يمكن أن يكون إلا تحكما».
تلك صورة مصغرة فى الحقيقة عن اعتراف علماء الكون بجهالتهم بنواميس الكون نسوقها تذكرة لإخواننا الذين افتتنوا بهذه البحوث، وأرادوا ان يتخلصوا من سلطان العقيدة الدينية استنادا إليها، بل أزيدهم فى ذلك أن الفيلسوف الإنجليزى (هربرت سبنسر) كان من حججه القوية فى المطالبة بالعناية بالعلوم الطبيعية أن معرفتها مما يقوى الإيمان، ويؤدى إلى معرفة الله، فإن ما فى الموجودات من جمال التناسق والإبداع ودقة الصنع والاختراع يثير فى النفس الإنسانية فطرة الإيمان العميق، فتعترف راضية مطمئنة بعظمة الخالق العظيم، ويزيدها تسليما وتفويضا عجز العقل البشرى عن تخطى الحدود العرفانية المقررة له. وضرب لذلك عدة أمثلة فى غاية الروعة فلتراجع فى رسالته فى التربية.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 370