responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 371
ومن ذلك نعلم أن الإنسان لا زالت أمامه مراحل واسعة لإدراك حقائق الظواهر الكونية، فإذا عجزنا الآن عن إدراك ملكوت السماوات، وعن تعرف عجائب الأرض، وعن اكتناه سر الحياة إذ أن القرآن الكريم لم يكشف لنا من ذلك إلا ما نحتاجه للعظة والعبرة، والعقل البشرى لم يصل فى كشفه إلا إلى بعض الجوانب دون بعض. إذا عجزنا الآن فليس ذلك بنقص ولا عيب، ولسنا ملزمين أبدا بإدراج كل الحقائق، فلنقنع مؤقتا بما وصلنا إليه، ولنعمل بجد لإدراك ما خفى عنا أمره، ولكل مجتهد نصيب وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69].
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها [الرعد: 2]، تقدم فى سورة الأعراف فى الجزء الثامن من تفسير (المنار) كلام مطول نفيس عن السماوات والأرضين، وعن الأيام الستة التى خلقت فيها، وعن المطابقة بين الوارد فى القرآن والمعروف من نظريات علماء الفلك، وفى الرد على كثير من الأقاصيص حول هذه الموضوعات فليراجع
هناك [1] وخلاصته ما يأتى:
1 - أن السماوات والأرض يطلقان فى مثل آية (الأعراف) على كل موجود مخلوق أو ما يعبر عنه بالعالم العلوى والعالم السفلى، وإن كان العلو والسفل فيهما من الأمور الإضافية، وقد تطلق السماوات على ما دون السفلى من العالم العلوى، ولا سيما إذا وصفت بالسبع وهذا المعنى هو الموافق فى آية الرعد.
2 - أن الأيام الستة التى وردت فى خلق السماوات والأرض هى من أيام الله التى يتجدد اليوم منها بالعمل الذى يكون فيه، فالمراد بها إذن- والله أعلم-: التطورات التى اعترت خلق السماوات والأرض من الدخان إلى المائية إلى اليبوسة إلى خلق الأحياء والتعمير بالنسبة للأرض فهذه أربعة أيام، ثم إلى تكوين الأجرام السماوية فى زمنين آخرين فليست هى كأيام الدنيا. وما جاء من الآثار فى ذلك فهو إسرائيلى أو ضعيف وأصح ما ورد فيه حديث أبى هريرة فى ذلك وفى سنده حجاج بن محمد بن الأعور وهو قد تغير فى آخر عمره ثبت أنه حدث بعد اختلاط عقله.

[1] راجعه فى تفسير المنار (8/ 444 - 455).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست