نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 380
في العبادات أو المعاملات لم تثبت عندهما. بل لو صح ذلك لاتهمنا أم المؤمنين عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -، لأنها رَدَّتْ على بعض الصحابة أحاديث رَوَوْهَا وسمعوها بآذانهم من النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأنها ـ في رأيها ـ مخالفة لما جاء في القرآن، فاتهمتهم بأنهم لم يحسنوا أن يسمعوا، أو يحسنوا أن يحفظوا.
وقد نخالف الصِدِّيقَةَ بنت الصديق في فهمها وفي موقفها من تلك الأحاديث، كما نخالف مالكًا وأباحنيفة في موقفهما كذلك. وقد نَرُدُّ بِالحُجَّةِ على ما ذهبوا إليه، ونبين تهافته ووهن أساسه. ولكن مسلمًا ذا مسكة من عقل ودين، لا يستطيع أن يتهم عائشة، ولا أن يتهم أباحنيفة أو مالكًا بأنه ضد السُنَّةِ، أو مارق من الدين.
وهذا هو موقفنا من الغزالى، قد نخالفه في بعض آرائه في الكتاب، ما قَلَّ منها أو كثر، وقد نُخَطِّئُهُ فيها، فليس هو بمعصوم، ولكنا لاَ نَتَّهِمُهُ فِي دِينِهِ، ولا في علمه، ولا نهيل التراب على تاريخه الحافل، وكفاحه المتواصل، في نصرة الإسلام.
والواقع أن معظم ما تضمنه كتاب الشيخ ليس جديدًا عن فكره، بل هو مثبوت في مختلف كتبه، ضم شتاته في هذا الكتاب، مع بعض أفكار جديدة، وكلمات شديدة، ولهذا ما أثار من ضجيج.
2 - حَدِيثُ الآحَادِ وَإِثْبَاتُ العَقَائِدِ:
وإذا تعرضنا لما أُخِذَ على الشيخ في جانب السُنَّةِ نجده يتلخص في أمرين أساسيين:
أولهما: أنه لا يعتمد أحاديث الأحاد في إثبات العقائد.
وهذا كما بَيَّنَّاهُ في بعض كتبنا [1] ـ مؤسس على أمرين: ـ
1 - أن العقائد لاَ بُدَّ أن تُبْنَى على اليقين لا على الظن.
2ـ وأن أحاديث الآحاد ـ وإن صحت ـ لا تفيد اليقين، بل لا يفيد اليقين الا المتواتر. [1] انظر كتابنا: " المرجعية العليا في الإسلام للقرآن والسُنَّةِ ": ص 115 - 125. نشر مكتبة وهبة، القاهرة.
نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 380