ضَرُورَةُ الوَصْلِ بَيْنَ الحَدِيثِ وَالفِقْهِ:
وإذا كانت السنة مصدرًا أساسيًا للفقه , كان من الواجب على الفقهاء أن يتعمقوا في علم الحديث , كما على المحدثين أن يتقنوا علم الفقه , وكان من الفجوات العلمية التي يجب أن تسد: الفجوة بين المشتغلين بالفقه , والمشتغلين بالحديث , وهذا ما ناديت به منذ سنين طويلة.
فالغالب على المشتغلين بالفقه أنهم لا يتقنون فنون الحديث , ولا يتعمقون في معرفة علومه , ولا سيما علم الجرح والتعديل , وما يترتب عليه من توثيق الرواة أو تضعيفهم.
ولهذا تنفق عندهم أحاديث لا تثبت عند أئمة هذا الشأن من صيارفة الحديث , ومع هذا يثبتونها في كتبهم , ويحتجون بها لما يقررون من أحكام في الحلال والحرام , والإيجاب والاستحباب.
(6) " مفتاح الجنة " للسيوطي: ص 49، 50.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 69