سبيل الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على اللَّه -عز وجل- ومدحه، بأن تضاف محاسن الأشياء إليه دون مساوئها, وليس المقصود نفى شيء عن قدرته ولا إثباته لها، فإن محاسن الأشياء تضاف إلى اللَّه -عز وجل- عند الثناء عليه دون مساوئها، كما قال اللَّه -عز وجل- {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [1] فيقال: يا رب السموات والأرض، ولا يقال: يا رب القردة والخنازير [2].
وقد سئل الخليل بن أحمد عن ذلك؟ فقال: معناه ليس ذلك مما يتقرب به إليك، كقولهم: أنا منك وإليك، أي: معدود من جهتك ومنتم إليك.
وأما على القول الثاني: فإن المعتزلة يذهبون إلى أن الخير من اللَّه والشر من الإنسان، وهذا يوافق ظاهر اللفظ.
ولكلا المذهبين شرح وتفصيل ودليل يذكر في علم الكلام، لا حاجة بنا إلى ذكره هنا، لكنا نسأل اللَّه العصمة والتوفيق في القول والعمل، وأن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا؛ وأن يستن بنا منهج أهل السنة، ويجمع لنا طرق الجماعة بمنه وكرمه [3].
وفي رواية الشافعي "والخير بيديك" وفي غيرها "في يديك".
والمعنيان متقاربان إلا أن مع "الباء" يكون متمسكًا به، ومع "في" يكون حاويًا له، وهذا تمثيل كما يقال: البلدة في يد السلطان وبيد السلطان، أي أمرها إليه وحكمها منوط به، وإلا فلا شيء على الحقيقة باليد ولا فيها.
واليد وإطلاقها على اللَّه تعالى -من قبيل التشبيه المحض، إذا أريد بها الجارحة ونعوذ بالله من ذلك، وإنما يراد بها القدرة والاستيلاء والحكم، وهذا تمثيل كما [1] الأعراف: [180]. [2] انظر المصدر السابق. [3] وانظر مجموع الفتاوى (14/ 18 - 28).