نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 102
أبي طالب من المنزلة والمكانة في قريش لا يشيع اسلامه آنذاك، حتى لا يثبت ذلك؟!!.
اضف إلى ما مر فانه قد ثبت في الحديث الصحيح عن علي - رضي الله عنه -:- ((لما توفي أبو طالب اتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ان عمك الشيخ (الضال) قد مات ... )) [1].
فهو دليل قوي على أنه مات على كفره وإلا فكيف يصفه (الضال)؟!.
الوقفة الثانية:- مع قوله "لما حضرته الوفاة" هل يعني ذلك في اثناء الغرغرة؟ ذهب اكثر أهل العلم [2] إلى ان المراد: قربت وفاته وحضرت دلائلها وذلك قبل المعاينة والنزع ولو كان في حال المعاينة -معاينة الموت- لما نفعه الايمان لقوله تعالى: ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر احدهم الموت قال: اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذاباً أليما)) " [3].
ومما يدل على أنه قبل الغرغرة محاورة أبي طالب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وللمشركين من حوله [4]. وقد تكون تلك من خصوصيات النبي - صلى الله عليه وسلم - ((ويؤيد الخصوصية انه بعد ان امتنع من الاقرار بالتوحيد وقال: على ملة عبد المطلب ومات على ذلك: ان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يترك الشفاعة له بل شفع له حتى خفف عنه العذاب بالنسبة لغيره وكان ذلك من الخصائص في حقه)) [5].
وكما هو ثابت فانه لو قالها قبل الغرغرة لثبت إيمانه، كما ثبت ذلك في حديث الغلام اليهودي، فانه لما قالها قبل الغرغرة وجبت له الجنة، فقد جاء عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:- ((كان غلام يهودي يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض فآتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده فقعد عند رأسه، فقال له: اسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: اطع ابا القاسم - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: الحمد لله الذي انقذه من النار)) [6].
وأما في أثناء الغرغرة فلا ينفع نفسٌ ايمانها كما نصت عليه الآية ((وليست التوبة ... )) [7]. [1] اخرجه أحمد1/ 129 و130، وانظر المسند الجامع 13/ (10077)، واحكام الجنائز، الالباني ص134 [2] انظر شرح مسلم 1/ 214 وفتح الباري، إبن حجر 8/ 650 [3] النساء/18. [4] انظر شرح مسلم 1/ 214، 7/ 247وعمدة القاري، العيني8/ 180 [5] فتح الباري8/ 650وانظر عمدة القاريء، العيني8/ 182. [6] انظر تخريجه برقم (109). [7] النساء /18.
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 102