نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 586
وقلت لهم بأن الجماعات أصبحت تعيش في جزر معزولة لكل جماعة عالمها الخاص، والسبب هو أنهم يعتقدون بأن مهمتهم هو الدعوة إلى الله ولو كانوا وحدهم، وليس مهمتهم تغيير الواقع وإصلاحه، ولهذا يشعرون بالرضا عن النفس مهما كان الأداء سيئا، ومهما كان الواقع أسوأ، فهم يريدون الآخرة، أما الدنيا فإن صلحت وإلا فلا تستحق التضحية والثورة من أجل إصلاحها!
وهذا يفسر سبب فرحهم وتنافسهم في افتتاح فرع دعوي هنا، ومركز هناك، وكسب أتباع هنا وهناك، وإقامة ندوة هنا ومحاضرة هناك، في الوقت الذي دولهم وشعوبهم تئن من وطأة الاحتلال والنفوذ الأجنبي، والاستبداد والطغيان السياسي، دون أن يشكل لديهم أزمة تستحق المواجهة!
وهذا السبب أيضا يجعلهم لا يحتاجون لبعضهم ولا لغيرهم، بينما العمل السياسي الذي موضوعه الدولة والسلطة والمجتمع يقتضي ممن يريد تغييره وإصلاحه البحث عن كل من يتعاون ويشترك معه في تحقيق التغيير، وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة وحالف من حالف وسالم من سالم من أجل إصلاح الواقع السياسي وتغييره لصالح العدل والقسط الذي جاء به الإسلام .. الخ
وقد كان الدكتور صالح السنباني يستمع والحزن يملأ قلبه، واعترف بوجود أزمة في الوعي وغياب للمشروع لدى قطاع واسع من التيار الإسلامي .. الخ
وكان ممن التقيناهم أيضا في أول زيارة لصنعاء الشيخ الزنداني الذي استضافنا في بيته في جامعة الإيمان بتاريخ 2/ 5/2009م وكان بصحبتي الشيخ محمد بن .. ومحمد بن .. ودار حديث عن الأزمة التي تعيشها الأمة، واحتلال العدو لها وسيطرته عليها، وتشرذمها وضعفها، وغياب المشروع السياسي الذي يحررها ويوحدها كما جاء به الخطاب القرآني والنبوي والراشدي، وقد فرح فرحا عظيما بما عرضناه عليه وما وصلنا إليه!
ثم في زيارة ثانية لليمن وكان معنا الشيخ الدكتور أحمد .. ، والشيخ محمد بن ... ، زرنا الشيخ الزنداني في بيته، وأخبرنا عن بلوغ الأزمة السياسية حدا خانقا، وعجز السلطة عن حلها، وأخبرنا بقصة جرت أثناء لقاء لهم مع الرئيس علي صالح، وكيف أنه صارحهم بأن
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 586