نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 121
"الجُمُد": المكان المرتفع. وفي تنوين "سبحانَ" هنا وجهان:
أحدُهما: أن يكون ضرورةً كما يُصْرَف ما لا ينصرف في الشعر، من نحو"أَحْمَدَ وعُمَرَ".
والوجه الثاني: أن يكون أراد النكرة.
وأمّا قولهم للمنِيَّةِ: "شَعُوبُ"، فهو لا ينصرف للتعريف والتأنيث؛ فإن جعلته اسمًا للموت، انصرف لأنّه مذكَّرَّ. قال أهل اللغة: سُمّيت بذلك لأنّها تَشْعَب، أي تفرّق، وقد أدخل عليها الألف واللام، فقيل: "الشَّعُوبُ". ويحتمل إدخالُ الألف واللام عليها أمرَيْن: أحدهما: أن تكون زائدة، على حد زيادتها في قوله [من الرجز]:
69 - باعَدَ أُمَّ العَمْرِو من أَسِيرها ... [حرّاس أبوابٍ على قصورِها]
ويحتمل -وهو الأمثل- أن يكون رُوعِيَ مذهب الوصفيّة فيها، كأنّه صفةٌ في الأصل، ألا ترى أنّها على أمْثِلة الصفات، نحو: "أَكُولٍ"، و"ضَرُوبٍ"، فإذًا اللام فيها بمنزلتها في "العبّاس"، و"الحارث". ويؤيّد هذا ما قالوه في اشتقاقها أنّها سُمّيت بذلك لأنّها تشعب، أي تفرق. ومن قال: "شَعُوبُ" بلا لام، غَلَّبَ جانب العلميّة، وعرّاها في اللفظ من مذهب الوصفيّة؛ كما فعل من قال: "عَبّاسٌ" و"حَسَنٌ"، وإن لم يَعْرَ من ذلك في المعنى.
وقد كنوا عنها بـ "أمّ قَشْعَم"، على نحو صَنيعهم في الأعيان، وإنّما كنوا عن المنيّة بـ "أمّ قشعم"؛ لأنّ الرجل إذا قُتل، اجتمعت علبه القَشاعِمُ، وهي النُّسُور.
69 - التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 189؛ والإنصاف 1/ 317؛ والجنى الداني ص 198؛ والدرر 1/ 247؛ ورصف المباني ص 77؛ وسرّ صناعة الإعراب 1/ 366؛ وشرح شواهد المغني 1/ 17، 163؛ وشرح شواهد الشافية ص 506؛ ولسان العرب 5/ 272 (وبر)؛ ومغني اللبيب 1/ 52؛ والمقتضب 4/ 49؛ والمنصف 3/ 134!؛ وهمع الهوامع 1/ 80.
المعنى: لقد أبعد حراس القصر عن أمّ عمرو أسير هواها، وغلّقوا الأبواب دون محبّها.
الإعراب: "باعد": فعل ماضٍ مبني على الفتح. "أمّ": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "العمرو": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "من أسيرها": جار ومجرور متعلّقان بـ "باعد"، و"أسير" مضاف. و"ها": ضمير متصل مبنيّ في محل جرّ بالإضافة."حراس": فاعل "باعد" مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، "أبواب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "على قصورها": جار ومجرور متعلّقان بصفة محذوفة لـ"حراس"، و"قصور": مضاف، و"ها": ضمير متصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة "باعد أمّ العمرو حرّاس ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "أمّ العمرو" حيث عرّف العلم "عمرو" بزيادة "أل" عليه، وذلك لتقدير الشيوع فيه.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 121